التحقيق والنتائج

هل تصدق الخبر أم نفيه؟، وإذا قيل لك أو قرأت أن القضية المطروحة رهن التحقيق حالياً، هل تتفاءل بالنتائج أم تمصمص شفتيك؟ أسئلة تتقافز أمامي وأنا أتابع قضايا كثيرة، ما أن تطرح في الصحف حتى يعلن عن تشكيل لجان تحقيق ثم تتوارى المسألة، فلا نتائج تعلن، ولا يعرف إلى أين وصل التحقيق، وهل ما زال سارياً أم توقف، الاستناد إلى طول الإجراءات وتشعبها غير مقنع للرأي العام والقراء، إذا كانت لرأيهم أهمية تذكر لدى الجهات المعنية، وهنا يستثني المرء عدداً قليلاً من الجهات، على رأسها إمارة منطقة الرياض، التي تتفاعل مع الأخبار الصحافية وتعلن نتائج التحقيقات.
الإحساس بعدم أهمية الرأي العام لدى بعض الجهات، يشير إليه عدم الاهتمام بنشر نتائج التحقيقات، إذا ما أعلن عن تشكيل لجان تحقيق، وينشأ سؤال هنا: إذاً، لماذا الحرص على النفي؟ نفي بعض الأخبار حال نشرها، في تقديري، يأتي لامتصاص صدى هذه الأخبار أو الشائعات، وربما للتخفيف من أثر الخبر وردود فعله لدى جهات أعلى، هو محاولة لدفن الخبر.
نشرت جريدة الوفاق الالكترونية خبراً يقول ان الجهات الأمنية، وبالتحديد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينة المنورة، قبضت على مسؤول في مستشفى في المدينة المنورة وهو يرتكب الفاحشة مع مريضة في سيارته، بعدها بأيام تم نفي الخبر، لكن الجريدة التي نشرت الخبر ما زالت في ما يبدو مصرة على خبرها، إذ ما زال منشوراً، ولم تنشر النفي، فمن تصدق؟ أعتقد آسفاً أن الغالبية ستصدق الأخبار ولا تلتفت لنفيها، وأيضاً لا تلتفت كثيراً للإعلان عن تشكيل لجان تحقيق، ولدينا في الذاكرة كثير من الأخبار التي قيل عن تشكيل لجان للتحقيق فيها ثم تبخرت، من الأخطاء الطبية، إلى استغلال أحوال المرضى، وخصوصاً المريضات، والسرقات التي تحصل للأدوية، آخرها سرقة تعرض لها مجمع الرياض الطبي، الحال في وزارة الصحة بارزة، لذا ترون أن أكثر القضايا تخصها، وهذا لا يعني أن لا قضايا أخرى لدى جهات أخرى، مثل هذا التعامل مع قضايا ساخنة لا ينحصر ضرره في الحقوق المهدرة للأفراد، أو في ضياع المال العام، بل يتعداه إلى تضرر صدقية الأجهزة الحكومية، وهي نتيجة لها آثار سلبية بعيدة المدى، وهذا يدعونا إلى المطالبة بتدخل جهات أخرى عند الإعلان عن لجان للتحقيق، على رأسها هيئة التحقيق والادعاء العام، على أن تلتزم الأخيرة بنشر نتائج التحقيقات احتراماً للرأي العام، حتى يحترم الأخير الجهات الحكومية الموكلة إليها خدمته ويطمئن إليها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.