على صفحة كاملة نشرت “الحياة” قصصاً عن سرقات المناسبات يوم الأحد الماضي. استغلال الإجازات للسرقة ليس أمراً جديداً، المستجد فيه هو المساعدة التي أصبحت المطاعم والأسواق تقدمها للصوص بواسطة منشوراتها وإعلاناتها التي توضع قسراً على أبواب المنازل، كان اللص في السابق يضع أثراً على قفل الباب ثم يعود بعد فترة ليعلم هل في المنزل احد أم لا، حالياً تم إيكال المهمة لأصحاب المطويات. أيضاً سرقات الإجازات أصبحت موضة قديمة، النشل الذي لم نكن نعرفه إلا في الحج والعمرة أصبح يحدث أمام آلات صرف النقود وداخل صالات المصارف والأسواق. في جازان سجل طفل يمني رقماً قياسياً في عدد حالات النشل (257 حادثة نشل)، تخصص هذا اللص الصغير في كبار السن والمعوقين، أكبر مبلغ سرقه في عملية واحدة كان 25 ألف ريال، نشال آخر (تشادي الجنسية) حقق رقماً قياسياً، المضحك أنه سبق إبعاده وعاد لممارسة تخصصه. تهون السرقات عند حالات انتهاك المنازل والاغتصاب، قبل فترة نشرت الصحف عن شاب موريتاني في المدينة المنورة يترصد المنازل إلى أن يذهب رب الأسرة فيقتحم المنزل ويسرق ويغتصب النساء. في جانب آخر، تبحث شرطة المنطقة الشرقية عن مغتصب تسلسلي، ومنذ أربعة أشهر لم تستطع العثور عليه، على رغم فرز أكثر من 300 مشتبه بهم، المجرم يستخدم قناعاً وقفازات عند اقترافه جرائمه وكل ما لدى الشرطة من معلومات عنه أن بنيته رياضية وأنه اسمر البشرة وفي الثلاثينات من عمره، يترصد المجرم المنازل ثم يقلد صوت امرأة ويطرق الباب وتكون الكارثة. في بلاد أخرى يتم نشر رسم للمجرم المشتبه به ويقال للجميع: “ابحث معنا عن المجرم”، أليس كل مواطن ومقيم هو رجل أمن؟
صديقي القارئ، الذي يرفض ذكر اسمه، اقترح أن تنصب يدان مقطوعتان من البلاستيك في الساحات العامة ترهيباً لـ “الحرامية” واللصوص بحد السرقة، وكأنه يتساءل عن مرور زمن طويل لم نسمع عن إقامة هذا الحد، على رغم كثرة السرقات؟
منذ زمن بعيد نكتب ونحذر من المتخلفين في مواسم الحج والعمرة، بعض هؤلاء ومع التراخي في معالجة أمرهم استطاعوا الاستيطان ونشأت أجيال جديدة منهم، الأمر وإن اختلف قليلاً هو نفسه مع العمالة السائبة، والبطالة للشباب ليست بعيدة عن الشبهة، نشرت بعض الصحف عن القبض على ثلاثة مواطنين ومقيم سوداني تورطوا في سرقة 15 سيارة، اللافت للنظر أن بينهم اثنين لا يتجاوز عمر الواحد منهما الـ 15 سنة!
نحن بحاجة ماسة لأمور عدة، أقلها إعادة توعية أفراد المجتمع بالواقع الراهن، الحال لم تعد مثل السابق، ولنأخذ دروساً مما حدث في فرنسا.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط