هل أنتم هنا أم هناك؟

تحدد لك الخريطة الإرشادية موقعك، «أنت هنا» بإشارة خاصة ملونة، حينما تعرف موقعك يمكنك معرفة أين الاتجاه الصحيح للهدف، يختصر هذا عليك الجهد والوقت.
هل يعرف المسؤول لدينا موقع الجهاز الذي يديره في خريطة الخدمات تقدماً أم تراجعاً؟ سبب طرح السؤال هو تصريح وكيل وزارة الصحة للخدمات العلاجية الذي قال فيه: «إن الصحة وإن كانت على الطريق الصحيح، إلا أنها تحتاج إلى الوقت، وعلى الأقل الأعوام الخمسة المقبلة»، وفي بداية التصريح أشار إلى أن أمام الوزارة عوائق تحتاج لتخطيها إلى عشرات الأعوام، وليس عاماً أو اثنين.
من عشرات الأعوام إلى خمسة أعوام مقبلة فيها خفض لافت.

أما مسألة الطريق أو الاتجاه الصحيح ففيها نظر، يعرف الطريق الصحيح بمحطات وعلامات، مبشرات، لم نر أو نلمس محطة منها في تقدم خدمات الصحة العلاجية، أتذكر وقبل أعوام وفي عهد الوزير السابق سمعت من مسؤول رفيع في وزارة الصحة شيئاً من هذا التفاؤل، كانت الإشارة التفاؤلية تلك ترمي إلى التخفيف من «استعجال» النتائج من قبل الإعلام والكتّاب، وبعد أعوام لم يتغيّر شيء يذكر. هل يمكن لوزارة الصحة أن تطرح على نفسها السؤال أين هي بالضبط من خريطة حاجات المواطن؟ وإلى متى يتم دفعه دفعاً إلى البحث عن الخدمة، إما بالتسول المنتهي بفقدان ماء الوجه وطلب الواسطات، أو بالدفع للقطاع الخاص إذا تمكن المريض من ذلك؟
من تصريح الوكيل واضح أن الوزارة لا تعرف أين موقعها بالضبط؟ تعتقد أنها هنا، وهي هناك بعيداً من خريطة حاجات المواطنين، بعيداً من الوفاء بخدمة المرضى، وللاتجاه الصحيح العام شواهد وعلامات لا تخفى على العامة، لم نر منها علامة واحدة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على هل أنتم هنا أم هناك؟

  1. من المفروض ان كل جهة او ادارة تقدم الخدمة مباشرة مع الناس ان تقوم باصلاح امورها وتنظيم الاعمال الخدمية التي تقدمعا باستمرار .. لان القصور يكون ( على وضح النقا ) غير قابل للاخفاء .. فبالامكان لو اصلح المعالج لنفع الدواء في معالجة الداء بمعنى لو كان المسؤول عن هذه الدائرة او تلك عنده الولاء لوطنه وقليلا من الاخلاص في عمله لان هذين الامرين عنصرين مترابطين في سلوكية الانسان اينما كان .. لاخذ على عاتقه الاهتمام بامور ومعاناة الناس من حوله ان كانت في اي مرفق خدمي كالكهرباء او الاتصالات او المستشفيات او البلدية وغيرها الكثير .. نتمنى ان يكثرون المسؤولين الكفوئين الذين يخافون الله ويعشقون بلدهم بذمة واخلاص

  2. بعض الجهات لا تعرف موقعها بسبب تلطيش مسؤول سابق او لاحق !!
    وبعضها لا تريد لأحد ان يعرف موقعه هنا او هناك
    لأنه لا يوجد عندها وجه تواجه به الناس !
    مسألة الإنتظار لسنوات خمس قادمة في عصر يتغير خلال 24 ساعة ..
    هذه اقل ما تستحق من وصف : انها ” الكارثة السلحفاتية ” في عصر سباق الأرانب ، أبيضها ورماديها !

  3. abdulrahman alrezehi كتب:

    لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى لسان حال وزارة الصحة يقول احمدوا ربكم لقد نسيتم عندما كان اباؤكم واجدادكم يتعالجون بالحوى والسعوط والقراية والحجامة اما الان فعندكم مستوصفات يعالجونكم بالحبوب والابر الا تسمعون اباءكم يرددون كل يوم الله لا يغير علينا اعطاهم الله ما طلبوه

التعليقات مغلقة.