من أصعب المواقف التي تمر بالواحد منا البحث عن واسطة لمريض، مع أن الغرض محصور في دفع الأذى والوقت ضاغط مقلق، هي تختلف عن واسطة لتحسين وضع وزيادة رفاهية، ومما يسبب الأسى المعجون بالعجز وصول طلب من هذا النوع على شكل استغاثة صريحة أو غير مباشرة، لأنه ثبت من تجارب أن الأبواب مقفلة، حتى الاستجابة اللحظية «الفزعة وطق الصدر» التي نعرف أنها ليست بالضرورة تحقق نتيجة فقد يكون غرضها امتصاص الشحنة، مثل هذه الفزعات تلاشت، أصبح الناس الواصلون وغير الواصلين «يطنشون» مثل هذه القضايا حينما تمرّ على مسامعهم، تحولت مثل نشرة للأحوال الجوية يسمعها الناس ليهتموا بأنفسهم هم وحدهم لا غير.
مثل هذه المواقف الصعبة راسخة القدم ولا تزال حاضرة تنبض بالحياة والنشاط، وهو ما يعني أن لا تقدم يذكر، وهي مع غيرها كرّست امتهان قيمة الإنسان واضطراره إلى اللجوء لتسوّل الواسطة والفزعة حفاظاً على صحته أو ما تبقى منها، ولا تشير الأمور إلى انفراج على رغم كثرة توقيع عقود المشاريع، فهل يمكن لأحد أن يخبرنا إلى أين يقودنا هذا؟ وما هي المحطة القادمة والحاجات في ازدياد؟
أرسل إليّ أحد الإخوة مخبراً أنه تعرّض لحادثة خلال سفره إلى إندونيسيا وارتفعت فاتورة العلاج، وتدخلت السفارة السعودية مشكورة للدفع، لكنها اشترطت كتابة إقرار بدفع قيمة الفاتورة حين عودة المريض إلى البلاد، سألني أليس لي الحق في علاج مجاني؟ وهو حق أكيد. ولمعرفة الإجراءات سألت ولم أحصل على إجابة، لكني في الوقت عينه أكبرت في السفارة «فزعتها» تلك اللحظة الحرجة وسط الغربة، والإجراء البسيط أن يتم حل سداد قيد الكلفة بين جهات حكومية لا علاقة للمواطن بإجراءاتها، لكنها إدارة الامتهان المالية.
اخي عبدالعزيز .. حتى الواسطة لا تحصل في النجدة بانقاذ مريض او انقطاع الكهرباء او سفلته شارع في الحي ..
كل هذه الامور لا تحصل على من يسهل امرها..
لا بد من البحث عن واسطة لتصل الى الواسطة التي يمكن ان يساعدك في ما تبتغيه من الواسطة ..
اذن الامور اصبحت مثل المشاريع لا ينتهي انجازها الا بعد ان تمر في سلسلة من مقاولي الباطن والمقاول الاخير لا يستطيع التنفيذ ..
لان قيمة المشروع استنفذت من المقاولين الذين رسى عليهم المشروع قبله حتى وصلت اليه ..!!!