تقول النكتة إن أحد البلديات أتلفت طناً من شاي الهدهد، خوفاً من إصابته بأنفلونزا الطيور، طبعاً لا يوجد – بحسب علمي – شاي بهذا الاسم في الأسواق، ولكن حقوق العلامة التجارية تمنعني من ذكر الاسم الذي ورد في الطرفة، الطرائف حول أنفلونزا الطيور انتشرت بين السعوديين، فكان الوصف للأعراض التي تشير إلى الإصابة، والتحذير منها، فإذا شعرت بمثل هذه الأعراض اذهب إلى أقرب مستشفى وأنت “متلطم”.
من هذه الأعراض الشعور بالرغبة في الطيران، والإحساس ببروز في مقدمة الرأس، تخيل أن الأنف يتحول إلى منقار، الإحساس بالحنان والدفء عند رؤية البيض، الخوف من القطط والأطفال، الفضول والحذر عند رؤية أي طائر كبير يحوم في السماء حتى ولو كان طائرة.
أعراض كثيرة تفنن السعوديون في نشرها هنا وهناك، وقريباً نستقبل فعاليات رسمية عدة عن خطورة هذا المرض وطرق انتشاره. في زمن مضى أصابت الأمراض اللحوم الحمراء، فاستفادت مشاريع الدواجن، وتدور الأمراض مع الأيام لتنعكس الأوضاع، ولأن لنا تجربة سيئة مع مرض حمى الوادي المتصدع التي أصابت الماشية في جازان، فإن التوجس يصيبنا من بعض أجهزتنا الرسمية في الاحتياط من هذا المرض، والشفافية في الإعلان عن حركته، وجاء العجب من تصريح لأحد المسؤولين في وزارة الزراعة، يقول فيه إن الإعلان عن حالة إصابة بأنفلونزا الطيور في الكويت غير صحيح، وأن وزارة الزراعة السعودية أرسلت فريقاً طبياً متخصصاً إلى الكويت، وبعد الوقوف على هذه الحالة تبين أن التشخيص الكويتي غير دقيق، بصراحة لم أكن أعلم أن الفرق المتخصصة الزراعية السعودية بهذه القدرات، قدرات تجاوزت أراضي الوطن لتصبح إقليمية، الكويتيون يعلنون على شاشات التلفزيون أن لديهم حالة إصابة بأنفلونزا الطيور، ويأتي النفي من وزارة الزراعة السعودية! أصدقكم القول ان لدي رغبة في تصديق وزارتنا الموقرة، لكن كلما هممت بذلك تذكرت حمى الوادي المتصدع، كلما فكرت بسلامة الطيور ظهرت لي هواجس التيوس والبربري المتصدع، فأصاب بالصداع، وبعد تفكير في الأمر وتقليب، حمدت الله تعالى أن بلاد الصين ليست مجاورة لنا.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط