احتاج مواطن لوساطة صحافية حتى يحصل على وعد باهتمام “طوارئ أنفلونزا الطيور” ببلاغه، والسبب حمامة ميتة. قبل الوساطة ظل الرجل ساعات طويلة يتصل بالأجهزة المعنية ولا أحد يجيب عليه، والسبب معروف فهم في حال طوارئ، الطريف أنه عندما تم الرد عليه قيل له إن الحمام لديه مناعة من الأنفلونزا، لم يحددوا أي نوع الذي يمتلك المناعة، يظهر لي – والله أعلم – أن النوع هو المسمى” الرقيصي”، وهو نوع جميل من الحمام، عندما يمشي كأنه يرقص، أما سبب المناعة في تقديري فهو أنه “يرقص” من “الترقيص” بفيروس الأنفلونزا، فإذا جاء الفيروس من اليمين مال برقبته إلى الشمال والعكس بالعكس، حتى يتعب الفيروس ويبحث عن دجاجة، ويرى بعض الباحثين في شؤون فيروسات الأنفلونزا أنها لا تنشط في أيام العطل لأن الازدحام يخف ويتضاءل عدد الضحايا المحتملين.
والذي قوبل به حرص المواطن هو نوع آخر من “الترقيص” تمارسه أجهزة خدمية كثيرة، خصوصاً في قضية البلاغات وكأنهم يقولون له عندما يتصل “والله أنك فاضي”، والمشكلة تنشأ من المواطن، لأنه يصدق كل ما يسمع ويقرأ ويجتهد لأنه مشحون بالمواطنة الصالحة ولا يعلم أن كثيراً مما يقال هو للاستهلاك الإعلامي، ثم إن المواطن صاحب البلاغ “الله يهدينا وإياه” لم يجد هذه الحمامة الميتة إلا يوم الخميس وهو يوم عطلة حتى للطيور، ويتوقع أنه يوم عطلة أيضاً للأنفلونزا، إضافة إلى أن الطقس يوم الخميس الماضي كان رائعاً، وهو عند من يربون طيور الحمام طقس جميل “للتحويم والتغييم”، المعنى أن الكل إما مجاز أو مشغول ولا يتوافر لأحد الوقت لأجل حمامة ميتة، ربما بسبب “نباطة”.
من الطبيعي أن لا نبالغ في ردود الفعل على أحداث مثل هذا الوباء، لكن ماذا يفعل مواطن يطالب بالتعاون بالبيانات والتصريحات في مختلف وسائل الإعلام، ثم يحصل له مثلما حصل لصاحبنا الذي نشرت قصته إحدى الصحف، النتيجة أن لا أحد سيأخذ طلبات ومناشدات التعاون على محمل الجد، وأصل القضية في تقديري أن المسؤول المعني بالأمر يصرح ويطالب من دون أن يكون اطمأن إلى جاهزية إدارته، بالنسبة إليهم ينتهي الأمر بإسكات الصحافة أو الجمهور بالتصريح، الأطرف من هذا كله أن خدماتنا الصحية لـ “طوارئ أنفلونزا الطيور” وصلت إلى الكويت وحسمت الأمر في قضية حالة أعلن عنها هناك. حتى في الأنفلونزا الخارج أهم من الداخل، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط