الأخبار عن التهريب إلى السعودية مخيفة، أسلحة ومتفجرات ومخدرات وأعداد كبيرة من البشر، أطفالاً ورجالاً ونساء، لا تعلم أهدافهم وماذا يحملون تحت غطاء التسول أو البحث عن عمل، وإذا دققت في أوضاع بعض الدول المجاورة الأمنية والاقتصادية، والتي لها حدود طويلة وعرة تعلم مدى حجم الأخطار الكامنة. تلك الأحوال المتردية هي في الواقع أفضل بيئة لتفريخ المهربين، ومن المعروف أن الجهد الرسمي لمحاربة هذه الآفة الخطيرة لن يكفي وحده للمواجهة، لذلك فقد استبشرت خيراً بنتائج جهود أمير نجران الأمير مشعل بن سعود، التي تكللت باتفاق أبرمه مشايخ قبيلة بالحارث، ويقضي هذا الاتفاق بأن تخلي القبيلة مسؤوليتها عن المهرب والمفسد وتبلغ عنه الجهات الأمنية، ويشمل ذلك من يتستر عليه أو يسانده، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة “الحياة” يوم السبت، ولا بد أن كل مواطن حريص على أمن بلاده وإخوانه يثني على هذه المبادرة ويقدرها لمشايخ قبيلة بالحارث، ويبقى أن يستفاد من هذا النهج والأسلوب في الحدود الأخرى للمملكة، وأعتقد أن على وزارة الداخلية وإمارات المناطق مسؤولية التوعية، وأقصد توعية القبائل القاطنة على الحدود، ليس مشايخ هذه القبائل فقط بل وأفرادها، بأخطار المهربين والتهريب، ولأن أهل مكة أدرى بشعابها فإن أفراد تلك القبائل الحدودية هم الأكثر خبرة بجغرافية مناطقهم وهم الأقدر على معرفة الغرباء المندسين بينهم والتبليغ عنهم، وتشجيع مثل تلك الاتفاقات ونشرها بين قبائل الحدود وحمايتها والإشراف عليها، سيتحول إلى داعم أساسي ومساند للجهود الرسمية التي يقوم بها حرس الحدود لمكافحة تهريب الممنوعات والبشر، وقد قدمت لنا قبيلة بالحارث نموذجاً معبراً عن الإخلاص والمواطنة، والكرة الآن في ساحة وزارة الداخلية التي يجب عليها أن تدعم هذه المبادرة لتصبح من أولياتها، ليس بالاتفاقات فقط بل بتوعية أفراد تلك القبائل الحدودية بالأضرار الكبيرة للتهريب التي ستنعكس عاجلاً أم أجلاً على أبنائهم وإخوانهم من المواطنين، قبائل الحدود هي صمام أمان يجب أن يتم تفعيله والعناية به، ولا أعتقد أن هناك قبيلة ترضى وتقبل لنفسها بأن يوصم أفرادها بتهمة التهريب والتخريب، لأن فرداً منها قد انحرف عن الطريق المستقيم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط