هناك أكثر من ثلاثمئة جمعية خيرية في السعودية، تبلغ موازناتها السنوية حوالى بليون وثلاثمئة مليون، في حين تتلقى تبرعات بمقدار بليون ونصف البليون سنوياً، هذه الأرقام أنقلها عن خبر لإحدى الصحف، وتقدر التبرعات في شهر رمضان وحده ببليون ريال، وفي الخبر طالب رئيس لجنة التنمية الاجتماعية في مجلس منطقة مكة المكرمة صالح التركي بضرورة إلزام الجمعيات الخيرية بالكشف عن قوائم التبرعات التي تصل إليها ومقدار وطبيعة المصروفات، وقبل هذا الخبر طالبت هنا بمستوى أعلى من الشفافية في عمل الجمعيات الخيرية، وأشرت إلى أرصدة لا تتحرك بل تتزايد، وإن كنت لا املك أرقاماً، ولأن معظم التبرعات عبارة عن زكاة أموال فلا بد من سرعة صرفها للمستحقين. مطالبتي ومطالبة الأستاذ صالح التركي لم تجدا استجابة تذكر من الوزارة المعنية، وهذا تذكير بهما مرة بعد مرة. من ناحية أخرى يرى المراقب أنه على رغم كثرة القضايا الإنسانية التي تنشر في الصحف عن أحوال الفقراء والمعسرين من المواطنين لا نجد تجاوباً يذكر من هذه الجمعيات، على رغم عددها الكبير وانتشارها في مختلف مناطق المملكة. التجاوب الذي نراه يأتي في الغالب من أفراد، ومن المهم أن أشير هنا إلى بعض الاستثناءات التي حصلت من جمعية أو جمعيتين، حتى لا أقع في حفرة التعميم، لكنه استثناء يثبت ما ذهبت إليه من عدم وجود تجاوب.
الجمعيات الخيرية في تقديري ولعلي أكون مخطئاً، تنتظر أن يأتي صاحب الحاجة إلى بابها ويثبت حاجته الماسة بالأساليب المعروفة، على رغم أننا قبل فترة عشنا ندوة عن المحتاج المتعفف.
وبين يدي قضية إنسانية لمواطن يعمل في السلك العسكري تعصف الديون باستقرار أسرته وأطفاله وهو مهدد بالسجن خلال هذا الشهر، بحسب ما أفادني في رسائله، ولديه الوثائق لمن يرغب في التقرب إلى المولى – عز وجل – بحماية هذه الأسرة ووالدها من السجن والتشتت، وأعتقد أن الوقاية خير من العلاج ونحن نرى اهتماماً إعلامياً أكبر برعاية عائلات السجناء، فإذا كان لدينا سجين محتمل وعائلة مهددة فلا بد أن الأولوية تأتي للوقاية، ولدي أمل كبير بتجاوب ينهي عذابات هذه الأسرة، والله المستعان.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط