عادت سوسة النخيل «الحمراء» إلى الواجهة، بعد ارتفاع أصوات المزارعين في القصيم من أنها تفشت وأصبحت تهدد أعداداً متزايدة من شجر النخيل في منطقة اشتهرت بتمورها، والقضايا لدينا مواسم ترتفع الأصوات ليصاحبها اهتمام إعلامي موقت، ثم ينتهي الأمر عند هذا الحد. لكن حتى الآن لم يفكر أحد منا خارج الصندوق، أقصد صندوق النخيل وسطول التمور، يفترض البحث هناك عن طريق جديد، بعيداً عن الطرق التي تعودنا المضي فيها من دون نتائج تذكر فتشكر.
بعد تفكير وجدت أن النخلة هي السبب، الثابت من استمرار الزحف السوسي أنه ليس لديها وعي، وهي خانعة لهذا الزحف الأحمر، نحن بحاجة إلى توعية هذه الشجرة المباركة، الاستنتاج لدي أن النخيل أصيبت بإدمان السوسة الحمراء!
لذا يجب علينا ابتكار وإبداع وتصميم برامج توعية تثقيفية بلغة النخيل، اللغة البرحية واللغة السكرية ولغة السلج و«نبوت سيف»، بكل لغات النخيل الحية والمصابة، حتى بلغة الواشنطونيا نخلة إبليس، ولا ننسى لغات أو لهجات الجذوع والعسبان فهي تختلف، وحتى تصل رسائل التوعية إلى قلب النخلة، أيضاً من المهم استخدام التقنية، أقلها نشعر أننا متطورون ونحصل على أسبقية عالمية، نرسل رسائل جوال للنخيل وإيميلات ومطويات ملونة داخل خياش نعلقها على الكرب!
ألا تتوقع معي أن النخلة المعطاء الباسقة الشامخة، وبعد فترة زمنية من «الزن» التوعوي التثقيفي الواعي الموعي ستستجيب لنا وتتوقف عن إدمان و«تخزين» السوسة الحمراء؟ لنفترض أن النخلة «طنشت»، ونحن تعودنا على «التطنيش» من جهات النخلة شعار لها، حتى إذا وصلنا إلى نتيجة أكيدة لا لبس فيها من عدم استجابة النخلة، نبدأ وعلى بركة الله في توعية السوسة الحمراء.