(الحرب على الإرهاب بـ« الإرهاب»)

حتى طهران أعلنت الحرب على الإرهاب، والأخبار تتوالى عن وصول خبراء وقوات لها إلى بغداد، طهران التي صدرت الثورة واستغلت المواسم الدينية للشعارات السياسية تعلن الحرب على الإرهاب، وهي هنا تقتفي أثر واشنطن في استخدام الإرهاب ذريعة للتدخل، «اصنعه ثم لاحقه».

الأحداث تتسارع في العراق، ومن الواضح أن ما حدث نجاح مجموعات مسلحة متعددة ومختلفة في التجمع على هدف واحد. إسقاط النظام الذي أقامته ودعمته واشنطن بمباركة إيران. ومن المؤكد أن لكل مجموعة منها أهدافاً مختلفة عن الأخرى.

بمشاركة بريطانيا احتلت أميركا العراق بذريعة العلاقة مع تنظيم القاعدة وامتلاك أسلحة الدمار الشامل، وثبت لاحقاً، وباعتراف واشنطن نفسها، أن هذا غير صحيح، وبعد أن قام بريمر بتسريح الجيش العراقي، بدأت واشنطن ببناء جيش جديد ونظام سياسي قائم على المحاصصة الطائفية، وثبت أن هذا النظام لا يعتمد على واشنطن فقط، بل يدار أيضاً من طهران. استمرت إيران في الحضور وبقوة في المشهد السياسي، وأصبحت طهران محجاً للساسة العراقيين لطلب المباركة والدعم. بلغ النفس الطائفي ذروته مع تحكم نوري المالكي بالسلطة وطرد معارضيه بتهم مختلفة، بين سجين وملاحَق هارب إلى المنفى.

وبين صورة تنظيم «داعش» الدموية في سورية وعدم مشاركته الثورة هناك، وبين صورة نسخته العراقية مع مجموعات مسلحة أخرى تختلف عنه في الخطاب والنهج، تبقى أسئلة كثيرة محيرة، لكن الثابت أن إيران الآن وفي شكل علني تقوم بإدارة بغداد، وهي من ينتخب ويشكل الجيش العراقي الجديد، وأن الاصطفاف الإيراني – الأميركي بلغ أعلى مراحله.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.