المحادثات الوحيدة التي تجريها واشنطن في شأن العراق هي مع إيران، وخلال 24 ساعة تناقضت تصريحات الساسة الأميركيين، من نفي التفكير بمثل هذه المحادثات إلى العزم عليها، والتقدم خطوة إلى إعلان أن لا مانع من التعاون العسكري «في العراق» معها، وهذا ما يعلن بلسان الغرب أن لا حكومة عراقية في بغداد من دون طهران، كانت ولا تزال كذلك، وهو ما أشار إليه بوضوح مفتي العراق.
واشنطن تعي ذلك جيداً، ومثلها لندن التي سارعت بإعلان فتح سفاراتها في طهران، والملاحظ أن المرجعيات السنية في العراق من الرسميين لم يسقطوا في فخ الحشد الطائفي، في حين سقط فيه أكبر مرجع للشيعة على رغم محاولات متأخرة للتراجع والحديث عن «واجب كل الطوائف»، لكن بعد إشعال الفتيل.
لجم الطائفية والدعوة إليها هو لجم للانهيار في المنطقة، واستمرار تدمير الحجر والبشر فيها، وتدمير مستقبلها، وهو أيضاً لجم لطهران وقطع الطريق عليها وعلى الغرب، الأخير لا يعنيه كثيراً عدد القتلى والدمار وسورية وليبيا شاهدتان أمامنا.
إن الدول العربية وفي مقدمها دول مجلس التعاون مدعوة إلى فتح آفاق جديدة للعراق، مؤتمر حوار حول العراق، لماذا لا يَجري حوار مع العراقيين وبينهم إلا في طهران أو من خلالها؟
هناك كثير من الساسة العراقيين الشيعة البعيدين من النفس الطائفي، العراق في حاجة إلى سياسيين وطنيين يعملون لمصلحة شعبهم، لا لمصلحة فئة منه على حساب أخرى، انقياداً لإملاءات خارجية.