(فرق تسد وتمزق)

الحشد الطائفي ليس من مصلحة شعوب المنطقة ولا من مصلحة أنظمتها، والثابت أن هناك تنوعاً باقياً ويجب التعامل معه بالحسنى والعقل والتبصر. لماذا استطاع اليهودي القادم من روسيا التعايش مع يهودي جاء من إثيوبيا أو نيويورك في «فلسطين المحتلة»؟ ألا نتعلّم من الأعداء!

قام جيل تنظيم القاعدة الأول بصناعة الذرائع للتدخل العسكري الغربي في الدول الإسلامية والعربية، بعد أحداث سبتمبر بدأ الغرب بأفغانستان ثم حطّم العراق بمبررات واهية، واستمر في استخدام ذريعة محاربة الإرهاب للتدخل في كل مناحي الحياة.

المحصلة من ظهور تنظيم القاعدة حاضرة قاتمة، إضافة إلى ذريعة التدخل في كل شأن من السياسي إلى الاجتماعي، رسخ صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين بسبب فئة قليلة متطرفة، يوجد مثلها في كل مجتمع تقريباً، ولن تختلف النتائج مع ظهور وتمدد الجيل الثاني من تنظيم القاعدة المسمى «داعش»، بل ربما تكون أشد وأنكى.

إن الحاجة إلى بروز العقلاء من الساسة في العراق حاجة ماسة، يجب أن يتصدر هؤلاء المشهد وعدم انتظار الأميركي وماذا يصنع. هل لا بد من الغرب لصناعة السلام في المنطقة؟

وكأن صورة الظواهري وتنظيم القاعدة اهترأت بعد مقتل أسامة بن لادن لتبرز الحاجة إلى اسم جديد بزعيم جديد غامض، حتى واشنطن التي أطلقته من السجن ليست متأكدة – كما تقول – من أنه هو!

أميركا تنتقم على طريقتها كما يحدث في أفلام الكاوبوي والإثارة، فمن أيقظ الفتنة النائمة في العراق سوى واشنطن ولندن، وما بدأه بوش الابن يكمله أوباما لكن بأسلوب أطول نفساً، الانتقام من المسلمين السنّة العرب، هكذا بالترتيب، وشيطنتهم، والإصرار على نظام سياسي ورئيس طائفي في العراق ليس إلا حلقة من هذا المسلسل الدموي.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.