اقترح الأخ عبدالله البلوي عبر «تويتر» أن يعامل منتج الحديد المغشوش معاملة تاجر المخدرات، فعلق الأخ عبدالعزيز العقيل قائلاً: إن من يشتري المخدرات يشتريها وهو يعلم ضررها، أما من يشتري الحديد فهو لا يعلم، فجرم بائعه أكبر وأعظم، ولسنا بحاجة إلى المقارنة بين أيهما أكثر خطراً، لكن وقع إعلان الكشف عن مصانع «وطنية» تنتج حديد تسليح مغشوشاً كان كبيراً، استدعى إلى الأذهان صورة تاجر المخدرات.
ولا شك في أن خبر إغلاق مصانع حديد لأنها تنتج حديد تسليح خبر مؤلم، لأنه يشير إلى أن الذمة وصلت إلى درك أسفل من الانحطاط، بل تحولت إلى ثقب أسود «يلهط ويشفط» كلما ما يصل إليه.
تخيل أوضاعنا قبل أن تنشط وزارة التجارة والصناعة، كل التركيز على السلع الصينية المقلدة والغش فيها، لكننا لم نرد العلم أن أصل الغش من هنا، المنبع ممن اتفق على تسميتهم بضعاف النفوس، وهم مثل «الجن» يشار إليهم ولا يراهم أحد، سواء أكانوا مستوردين أو منتجين، تخيل أن بعض هذه المصانع يمكنها الحصول على جوائز وهي بـ «الهبل»، تقدم من مؤسسات علاقات عامة من هنا أو هناك، ثم ترفع الصوت مطالبة بحماية المنتج الوطني! ما زلت أطالب وزارة التجارة والصناعة بأن تكمل واجبها بالإعلان، بحثاً عن زبائن الحديد المغشوش المحتملين، أن واحدة من مشكلاتنا أننا لا نعالج جذور القضايا بقدر ما نحاول معالجة النتائج، لكن لدي تفاؤل بأن وزارة التجارة تعمل على تحقيق تغيير إيجابي، بقي أن يكتمل هذا التغيير بالكشف والشفافية، وجعل من غش يدفع ثمن غشه، ومن طاوله الغش وهو لا يعلم ينتبه للضرر قبل وقوعه.