الخافي في حقول الغاز

بالنسبة إلى المستثمرين الكبار ليس لهم حديث سوى عن الصناعات البتروكيماوية ومستقبلها المشرق، اقتصادياً، المستقبل مشرق بحسب الطلب العالمي المتجدد، بيئياً هناك تساؤلات يجدر بالمعنيين الإجابة عليها، أمرُّ على موضوع البيئة مروراً سريعاً لأن هناك ما هو أهم، البتروكيماويات مرتبطة بالغاز والغاز أصبح حكاية، وهنا أورد جانباً من تلك الحكاية التي يعاني منها من يعملون في حقول الغاز، وكثيراً ما قرأت أن شركة أرامكو العملاقة تفتخر بالثروة الحقيقية وهي الطاقة البشرية من الشباب العاملين في حقولها، مثل هذه التصريحات التي لا بد أن بعضكم قرأها يقولها أعلى مسؤول في تلك الشركة الوطنية، لكن هناك  كثير من المنسيين في حقول الغاز وهم صغار الموظفين، وأنا هنا لا أطالب برفع مرتباتهم، مطالبات مثل تلك لم تجد أذناً صاغية في مقالات سابقة، أنا هنا أتحدث عن سلامتهم.
يشكو الكثير من الشباب العاملين في حقول الغاز من الطرق المؤدية إلى مقار أعمالهم، فهي طرق قديمة ومتهالكة وبمسار واحد، وفوق هذا هي طرق تستخدمها في الغالب الشاحنات والناقلات الضخمة والخطرة في الوقت نفسه، وأنقل من رسائل وصلتني من بعض المعانين يومياً مع هذه الطرق نذكر منها:
طريق معمل غاز الحاوية 60 كيلومتراً عن الأحساء، وطريق معمل غاز “شدقم”، وطريق معمل غاز العثمانية، ومعمل حرض وغيرها، ويخبرني أحد الإخوة أنه في العام الماضي توفي أربعة شبان أعمارهم أقل من العشرين عاماً، وغيرهم ممن تعرضوا للحوادث  بسبب سوء أوضاع هذه الطرق التي تستطيع “أرامكو” وهي الشركة القادرة، تحسين أوضاعها وحماية موظفيها الصغار وبقية المستخدمين لهذه الطرق،
نجاحات “أرامكو” جاءت بفعل ارتفاع أسعار البترول وطاقات الشباب، ولا بد أن تنعكس تلك النجاحات على العاملين، خصوصاً صغارهم ، وإذا كانت “أرامكو” تفتخر بشبابها فيجب عليها أن توفر لهم البيئة السليمة، لا يكفي صغار الموظفين العاملين في حقول الغاز أن رواتبهم متدنية، وهم منتسبون لأضخم شركة نفطية في العالم، لا يكفي ذلك بل عليهم أن يخاطروا بحياتهم كل يوم.
فيا كبار موظفي “أرامكو” تذكروا وأنتم تنعمون بالمكاتب الوثيرة والطرق المزدوجة، والطائرات، أن هناك عمالاً من الشباب يخاطرون بحياتهم يومياً وهم من يقومون بالأعمال الثقيلة، وارحموا من أوكلت إليكم مصائرهم يرحمكم من في السماء.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.