«التغرير» .. كيف ولماذا؟

نحن بحاجة إلى الغوص في ماهية التغرير، هذا المصطلح الذي أصبح الصفة التي تتبع كل من لحق بجماعة مسلحة ترتدي عباءة الدين، وهو مصطلح يشير إلى إحسان الظن بهؤلاء، فهم – بحسب ذلك – على طريق مستقيم لكن هناك من جاء وسحبهم إلى طريق سيئ منحرف. كان السؤال وما زال لماذا لشبابنا حصة معتبرة من المغرر بهم؟ صحيح أن هناك جنسيات من معظم بلدان العالم، إلا أن ما يهمنا من وقع من شبابنا في هذا المنحدر، نحتاج إلى معرفة ماهية هذا التغرير، والغوص فيه وفي تفاصيله والتدقيق في أسباب نجاحه. إن طرح أسئلة تبدأ بكيف ولماذا ومن؟ مسألة مهمة ليس لغرض الاتهام بقدر محاولة الفهم والاستيعاب، بوضع الأصابع على مساحات رمادية، وهي المقدمة لإيجاد الحلول. لماذا يستمر النجاح في ضم شباب سعوديين إلى هذه الجماعات على رغم التحذيرات والفتاوى أيضاً والنتائج المفجعة؟ كيف أصبح من السهل استخدام الشاب السعودي وهو في العشرينات من العمر لحمل حزام ناسف أو قيادة سيارة متفجرة في قضية لا يعلم من يمسك بخيوطها الأصلية ويديرها بنفس طويل، يلتحق براية فقط لأنها رفعت علم الجهاد والإسلام من دون النظر إلى مآلاتها ونتائجها التي أصابت المسلمين في مقتل.

تشخيص هذه المساحة الرخوة التي يتم التسلل منها «للتغرير» مقدمة لإصلاحها. من خلال النتائج في المعركة مع هذا الفكر، الواضح أن المواجهة التي تمت لم تكن في مستوى خطورتها وتغلغلها، أجزم أن هناك جملة من الأسباب لا سبباً وحيداً لاستمرار نجاح «التغرير»، ونسبته إلى سبب وحيد في الحقيقة هرب أكثر منه بحث عن حقيقة تفضي إلى علاج.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «التغرير» .. كيف ولماذا؟

  1. لابد من انتشال الشباب من كماشة ( الجهاد المتاسلم )
    ان تفضح رموزه المشجعة له وتكشف عن وجوههم التي تعمل في الظلام
    بينما الاسلام الحقيقي هو واضح المعالم وهو نور على نور
    واعتقد ان توعية المجتمع وخاصة الشباب تبدا من المسجد
    من خلال خطب الجمعة والمحاضرات التي تقام في المساجد باستمرار
    لو تم التركيز على التوعية وكشف الدوافع التي تقوم ب ( تغرير ) الشباب
    سوف تكون النتائج مجدية للكف من هذه الخزعبلات التي تدعي الجهاد
    والجهاد الاسلامي الشرعي التي اقرته السنن الاسلامية .. منها بريء ويسمو على مثلها

  2. الشاب لدينا منذ أن يبلغ الثامنة عشر يشعر بالحرج من أن يقوم والده بالصرف عليه بل بعضهم والدته تصرف عليه

    الثامنة عشر في دول متقدمة تعني أن الشاب مجهز للاستقلال بوظيفة ودخل مجزي يكون مهيئا لدعم عائلته ويستأجر المكان الذي يسكن فيه منهم أو يرحل الى مكان آخر
    لدينا شباب بلغوا الأربعين ولم يحصلوا على عمل مع ما لديهم من تأهيل جامعي والذي يسميه بعض المنظرين بالأمية الجديدة حيث ينفصل عن واقع المجتمع ولا توجد بينه لغة حوار مع متطلبات الوظائف فهل درس الطالب في كلية المحاسبة أن يكون مسئولا عن متجر وكيفية ادارته أو مخبز والتي قدمناها على طبق من ذهب لمن يتعلمون في رؤوس اليتامى ليتحولوا الى مليونيرات في سنوات قليلة وأبنائنا محبطين جاهزين للتغرير بهم

    أمريكي في الثمانة عشر من عمره يتوظف لمدة ثلاثة أشهر ثم يفصل من الوظيفة ويصبح عاطل عن العمل حيث تقدم له الحكومة الدعم الذي يساوي السكن والأكل والملبس والمواصلات ومن ثم يعطيها لوالده لمساعدته في شئون المنزل

    وقد يستمر في وظيفته ويترقى الى أن يصبح وزيرا أو يأتي للخليج ليحصل على رواتب تعد عشرة اضعاف راتبه في بلده وخمسين ضعف المواطن العادي مع فله ومسبح اولومبي هذا الأمريكي لن يفجر نفسه مثل المواطن السعودي بعد أن يصل الى قمة الاحباط

التعليقات مغلقة.