تختلف الأوضاع في دول ما سمي الربيع العربي، تتشارك في حالة عدم الاستقرار مع اختلاف نسبي ملوّن بالدم والتفجير والقصف.
كان خروج الشعوب إلى الميادين بهدف عرض المطالب للإصلاح، شحنات الغضب في مقابل العناد حولت الهدف من إصلاح النظام إلى إسقاطه، لكنَّ شعوباً عملت على إسقاط أنظمة لم تتفق على نظام بديل فكانت الفوضى، ولم تعد هناك حاجة لذكر الأسباب، الكل يعلم أن الأسباب الداخلية كانت «رأس المال» المستثمر من الخارج والداخل.
لكن ما هي تشكّلات المشهد الجديدة، مع صعود الصراعات إلى مستويات قياسية من القتل والتهجير الطائفي وحضور الإرهاب المتضامن – في المحصلة – مع توالد الميليشيات، إما تحت ظل حكومة كما في العراق أو خارجها كما في ليبيا واليمن؟
المشهد يدفع إلى جعل الشعوب ترى التقسيم ملاذاً جذاباً، بحثاً عن الأمن، تكوّم المكون حول نفسه وتوجسه ممن يختلف عنه، ومع فتح الإرهاب ملف الأقليات بتلك الصورة الدموية في العراق وسورية تصبح الصورة أكثر وضوحاً، ومثلما أوصلت احتجاجات ومظاهرات الربيع العربي مقدرات دول إلى حطام بأيدي أبنائها، ستجعل حالة انسداد أفق الحلحلة السياسية التقسيم «المفزع والمرفوض سابقاً» خياراً جذاباً أقلّ مرارة. هذه النتيجة هي ما تم التبشير به بالخرائط المنشورة والمشاريع المعلنة.