حصدت مجزرة باريس أعلى درجات الشجب والتنديد والاستنكار من حكومات وهيئات إسلامية ودولية، وهو رد فعل مستحق على جريمة بشعة، ولم يعد لوسائل الإعلام سوى هذه الحادثة المأسوية حتى تراجع الاهتمام بقضية عشرات الآلاف المشردين من السوريين والعراقيين وسط عواصف ثلوج لا ترحم!
لكن التنديد والاستنكار للجريمة الإرهابية كما الاستعدادات الأمنية لن تحقق الهدف المرجو، قطع جذور الإرهاب بكل صوره وأشكاله المعنوي والمادي، علاج أصل الداء، الفعل لا التركيز – فقط – على الأعراض وردود الأفعال، وكما أن هناك رصاصات من الفولاذ تسيل منها الدماء، هناك رصاصات معنوية تحدث أثراً مماثلاً.
أزعم أن العقلاء حتى في السياسة أكثر من المجانين، وأتجاوز عما في السياسة من خبث ومؤامرات ومصالح قد لا تكون مشروعة، أما المشروعة فلا خلاف عليها، وعلى أساس هذا الزعم أتطلع إلى رؤية مشتركة تضع حدوداً لكل منابع الإرهاب المادي والمعنوي، وهنا في قضية مجزرة باريس، لا بد من الفهم والتفهم، العالم الذي تحول إلى قرية صغيرة كل فعل في جانب منه يحدث رد فعل في الجانب الآخر، اختلاف العقائد والثقافات أمر يجب وضعه في الصدارة من ناحية التفهم، وهو ما يستلزم من الغرب وضع معايير لحرية التعبير، بحيث لا تستخدم للنيل من حرية الاعتقاد أو المساس برموزه. جريمة باريس مدانة ولا تمثل سوى من ارتكبها، هذا ما نعلمه جميعاً وما يعلن رسمياً، لكن في واقع الأمر سيدفع المسلمين والإسلام ثمن ذلك خصوصاً في أوروبا، ولإيقاف هذا الجنون المتوقع استمراره طالبت سابقاً بتجريم دولي لكل فعل يمس الرموز الدينية، أو يحث على كراهيتها أو السخرية منها، جرت محاولات لهيئات إسلامية لتحقيق ذلك لكنها اصطدمت بعناد دولي! مزيد من الضحايا والدماء أعاد هذه القضية إلى الواجهة لنعيد المطالبة، على العقلاء إيقاف المجانين.
رأي العقل والتعقل مُغيب في المنتسبين لشمال إفريقيا ويخدمون اجندات سياسية مهيمنة والضحية منهج الاسلام الصحيح والمسلمين.