تقول الأخبار إن أدراجاً مغبرّة فتحت، ومعاملات مركونة نفضت، ومكاتب مغلقة – إلا على الخاصة – أشرعت أبوابها، فيما تزايدت الحركة في «أسياب» الدوائر الحكومية. حدث كل هذا بعد تعيينات وزراء ومسؤولين جدد.
ازدحم الموظفون بين كبير وصغير للمباشرة والسلام، بين مترقب وطامع وطامح، بعض هؤلاء جزء من مشكلة «التعثر التنموي»، وآخرون ربما يكونون جزءاً من الحل، وفيهم متخصصون في «تلقي الركبان»، عندما يكون المسؤول المعين محدود الخبرة الإدارية يصبح نموذجاً لطيفاً مغرياً للوقوع في مصيدة تلقي الركبان.
في مثل هذه اللحظات «الحاسمة!» لحظات تشكل الانطباع الأول، يبرز المتسلقون، وهم حين يفتحون الطريق ليرشدوا الوافد الجديد إلى أقصره، الأكثر ترتيباً ونظافة، يحملون تحت آباطهم سلماً للصعود على أكتافه. الطموح مشروع، لكن بالوسائل السليمة، وهي واقعياً وسائل متعبة يشك في تحقيقها الأهداف.
الخبرة في العمل الحكومي مختلفة عنها في القطاع الخاص، يعرف الأخير الأولى عند عرض مشاريعه وخدماته، لذلك قد تنحصر خبرته في هذه المفاصل، لكن من غير المتوقع معرفته بخبرات أساليب وإجراءات أخرى طويلة النفس، الجهاز الإداري الحكومي مصاب بداء احتكار خبرة العمل فيه، من سبل التواصل الناجعة بين أقسامه إلى التنسيق مع أجهزة معنية أخرى، أقصر المداخل وأسهل المخارج ومن الحكم السائدة فيه: «لا تغطي مكشوف ولا تكشف مغطى»، يفضل الموظف الحكومي في العادة مبدأ السلامة من المسؤولية، لذا يكثر من التحويل، وهو – أي هذا الجهاز – مبتلى بالتوجيه الشفهي مباشرة أو بالهاتف، وله متخصصون رواد ومنفذون، يسهم هذا في احتكار الخبرة. نحن أمام تجربة إدارية جديدة، والصور والتصريحات للمسؤولين الجدد التي طالعناها في وسائل الإعلام هي مقدمة لهذه التجربة، تشبه غلاف المطوية أو البروشور، نفترض أنها موجهة للموظفين، وإلى حين تظهر تباشير ما يصل إلى عامة المواطنين، نسأل الله التوفيق للجميع.