قناة «العرب» أوطاني!

من ممارسات «التسويق» لدى دور نشر المطبوعات إشاعات منع فسح كتاب صدر عنها، مثله ما يتداول عن مقالات لبعض كتاب منعت من النشر، قليل من هذا صحيح وأكثره هدفه لفت الأنظار، ومنذ زمن ودور نشر تبيع كتباً من تحت الطاولة، تطلب همساً خاصة في معارض الكتب السنوية، وبعد ما تكون الإشاعة قد فعلت فعلها، الممنوع مرغوب، لكن هذا لا ينطبق على قناة فضائية في أول ساعات بث لها.

بداية لا يمكن تصديق أن تتفق أجهزة دولة مع قناة فضائية تجارية على إيقاف البث للتسويق للأخيرة، وهو ما تداول في بداية توقف قناة «العرب»، وثبت لاحقاً أنه غير صحيح مع استمرار التوقف، المستغرب أن تقع قناة فضائية يستعد لإطلاقها منذ سنوات في خطأ قاتل مثلما حدث، هناك فوارق بين العالم الافتراضي والواقعي، والفضائي والمطبوع، وحينما يكون لديك قناة على الأرض ستصبح شئت أم أبيت تحت حكم لا بد من التعامل معه.

واقع الإعلام العربي بكل وسائله معروف، لكل دولة خطوط حمر، قناة «الجزيرة» لولا بثها «في» ثم «من» قطر لما استطاعت الاستمرار، هي أيضاً لديها خطوط حمراء خاصة بها لا تستطيع تجاوزها قيد ذرة، ينطبق على الإعلام العربي ما ينطبق على السياسة، هو أيضاً يدار من باب فن الممكن، وهناك ما هو غير ممكن إذا أردت المحافظة على الاستثمار والاستمرار، أما إذا رغبت في إحداث فرقعة إعلامية والسلام، عليك تحمل النتائج، والمسألة نسبية بين «الرأي والرأي الآخر» و«أن تعرف أكثر»، إنما في كل الأحوال لا تستطيع القنوات الإخبارية الخاصة الصمود من دون دعم مالي وسياسي من دولة أو رجال أعمال لهم علاقة بالسياسة، فهي لا تحقق دخلاً مريحاً يقابل متطلبات الركض وراء الأخبار، مع تنافس شديد وحساسية رصد أشد، قناة «العرب» تأخرت كثيراً في انطلاق البث، حتى أصبح مشكوكاً في تمكنها من اللحاق بركب القنوات الإخبارية، ونحن نرى قنوات فضائية غير رسمية تدعمها، ومع ذلك تأثيرها محدود جداً، هي أقرب لمواقع «رزق» توظيف لا غير. عربياً استقطاباً واستهدافاً كانت هناك فرص للقنوات الإخبارية، وهي تعتمد على الحدث السياسي بالدرجة الأولى، مثلت موجة «الحريق» العربي واحدة من هذه الفرص، تراجع الزخم لكنه لا يزال موجوداً من زوايا مختلفة عن السائد المكرر.

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على قناة «العرب» أوطاني!

  1. تأخر اطلاق قناة العرب كثيراً ولما تم تشغيل القناه تفأجوا بأن العرب الموجودين قله …

التعليقات مغلقة.