قصص الأمانة في المنشور من أخبار الصحف العربية تتمحور في غالبيتها حول سائق تاكسي أعاد مبلغاً من المال أو محفظة نسيها راكب أو راكبة، لكن القصص في الغرب أكثر حثاً على العجب والتعجب لنا طبعاً، من قصص الأفراد إلى قصص المنشآت، منها ما نشر أخيراً عن إعلان مركز إتلاف أجهزة الكومبيوتر القديمة في وادي السيليكون، أنه يبحث عن سيدة سلمته نسخة قديمة من أوائل إنتاج كومبيوترات «أبل» وهي تساوي 200 ألف دولار، ووفق ما نقلته وكالات الأنباء أن المركز مستعد لدفع مبلغ 100 ألف دولار للسيدة، وهذا موقف جميل، تخيل لو أرسل أحد منا حاجيات قديمة لجمعية، هل سيلتفت أحد ويعاود الاتصال لوجود شيء ثمين لم يعلم عنه صاحبه؟!
خذ هذه القصة التي شاهدتها في برنامج وثائقي مع مخرج أفلام الرعب الشهيرة «سكريم»، بعد أن يتحدث «ويس كريفن» عن بداياته، يذكر أنه بحث عن قناع مناسب لبطل فيلم الرعب الشهير ولم يجد تصميماً مقنعاً أو «مفزعاً» له، وفي زيارة لأصدقاء أو أقارب وجد لديهم قناعاً قديماً مهترئاً أعجبه شكله، سأل عن صاحب التصميم ولم يعرفه أحد، واتفق مع الشركة المنتجة للفيلم على البحث عنه، وبعد أشهر من البحث عثروا على المصمم الذي أنتجه، وتم الاتفاق معه وحفظ حقوقه، ولا شك أن للقانون دوراً رئيساً في هذا التصرف، الحذر من الملاحقات القانونية في حفظ الحقوق حاضر هنا، وهذا يؤكد مرة أخرى أن القانون «مع التطبيق طبعاً» يقوم بدور رئيس في تكريس الأخلاق والقيم والأمانة، أما الاكتفاء بالبحث عن «الوازع» ومحاولة إعادة الصحوة له بالخطب والمواعظ ورسائل التوعية من دون قانون مطبق على الجميع فلن يجدي نفعاً.