هل تخاف من القفز؟

السؤال موجه للعاملين في القطاعين الخاص والعام مع أن تفشي مثل هذه الشريحة من الموظفين  في القطاع الحكومي أكثر خطورة لأسباب تفرضها طبيعة عمل هذا القطاع وما ينتظر منه المواطن والوطن لتجاوز عقبات وتحديات.
يخاف ويحذر البعض على مواقعهم الوظيفية، يجتهدون في المحافظة عليها والهاجس المسيطر أن هناك من يحاول القفز واحتلال الموقع، وهذا من حقهم، لكن إذا وصل «الاجتهاد» إلى منع وصول معلومة أو خبرة مهمة ومطلوبة إلى صاحب القرار  فهذا خرق للأمانة، لأن حرص الموظف على تأمين موقعه الوظيفي تفوق وطغى على أمانته تجاه عمله الأساسي وثقة صاحب القرار به. وكلما كان الموقع أو المنصب حساساً كانت هذه الحساسية أكبر وأعمق، ومنع الفلتر وصول الكثير من المهم والمفيد.
هل أنت من ضمن هذه الشريحة؟ هل يشكل هذا هاجساً لديك ويطغى على تفكيرك؟ وكم يستنفد من طاقتك وجهدك الذهني كل يوم عمل؟
فكر كم مرة منعت أو حفظت في الأدراج ما يمكن الاستفادة منه حذراً من تأثر حضوتك وحضورك مع بروز اسم غيرك؟ دعني أكون اكثر صراحة، كم مرة أخذت فكرة أو تصوراً من شخص آخر ووضعتها باسمك وقدمتها لرئيسك؟
الأمانة ليست بحفظ الحقوق المالية فقط، حقوق الغير تتجاوز المادي إلى المعنوي والفكري، ولشيوع هذه الأساليب يتردد الكثير ممن لديهم أفكار ورؤى في تزويد من يطلبها منهم، لأنه في الغالب الأعم ينتهي الاتصال بانتهاء الحصول على «المطلوب»، ولا يُحفظ لا حق مادي ولا معنوي، بل إن هذا قد يؤسس لعلاقة عدائية مستقبلاً من المستفيد ليحارب أي حضور من أي نوع لذاك الذي قدم له المطلوب على طبق من حسن نية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.