كيف نحافظ على النعمة؟

مؤكد أن الغالبية منا ضد الإسراف والتبذير، وحينما تنشر صور لأكوام من الرز مرمية في براميل النفايات أو حولها تتوالد موجات من السخط والتحذير، حتى حين الجلوس على الموائد العامرة – ولله الحمد – يهمس البعض بذلك.

لكن هذا التوافق على نبذ الإسراف والتحذير من آثاره، والحرص على حفظ النعم، يحتاج إلى ترجمة عملية تتغلغل في الثقافة الشعبية، إذ إن الأخيرة ربطت بين الكرم والكم.

وللكمية والحجم والتباهي بهما في ثقافتنا الشعبية قيمة كبيرة تطغى على الكيف، مثلما يطغى الشكل على المضمون. وجذر هذا وأساسه في تقديري ناتج من حب التفاخر بالمظاهر.

قبل سنوات وفي معرض تقدير النعمة وحفظها طرحت فكرة أن يتم خفض الكمية التي تقدم للطلب الفردي في المطاعم شريطة خفض السعر، بعد دراسة بسيطة لمتوسط حاجات الفرد العادي. وزارة البلديات من أمانات وبلديات مسؤولة عن الرخص للمطاعم، وهي أيضاً مسؤولة عن النظافة، ألا يمكن لها الربط بينهما، محاسبة المطاعم على نوعيات وكميات نفاياتها، أي ما يرمى من بقايا الأكل ومدى صلاحيته للاستهلاك الآدمي؟ يمكن للجمعيات الخيرية أن تساعد في ذلك من طريقين أن ترصد ما يلقى وهو صالح، وأن تستعد لاستقباله، وكما قامت البلديات بفرض شروط على المطاعم من صالات مفتوحة للتجهيز وغيرها هي قادرة أيضاً على فرض شروط تعنى بحفظ النعمة.

بالنسبة لاستهلاك الأفراد والمناسبات الاجتماعية، فهذه مسألة أخرى تحتاج إلى كثير من الجهد والقدوات الحسنة.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.