النفس الطويل

لمكافحة الإرهاب واقتلاع جذوره كم نحن بحاجة إلى نفس طويل يتعاضد مع شمولية الحلول لسد كل الثغرات، بما فيها استغلال العاطفة الدينية الذي يحتل الواجهة «الجاذبة» ليخفي غيره من الأسباب،

إن المراقب لما تبثه التنظيمات الإرهابية من «داعش» وقبله «القاعدة» بعد كل جريمة إرهابية يعلم العلم اليقين أن تلك الرسالة للإرهابي هي أيضاً رسالة تجنيد وحث على الانخراط، في ظاهرها المبررات للعمل الإجرامي والتهديد بالمزيد، وفي جوفها الدعاية واستهداف التأثير حاضر.
ولازلنا نعيش أسلوب «الهبات»، نستجمع قوانا لنهب في رد فعل على الجريمة لوقت لا يطول ثم نعود سيرتنا الأولى، وتطغى علينا العاطفة حتى أن بعضاً منا يبدو في ما يصدر عنه وكأنه يخاطب وازعاً دينياً لدى أولئك الإرهابيين ومن يقف وراءهم!
إن فك الالتباس في الوعي والفهم لصلب خطاب المجموعات الإرهابية وحرصها على استخدام آيات قرآنية ومفاهيم ومصطلحات لها وزنها في ذهنية المتلقي غاية في الأهمية، هذه الأهمية لا تقلل من ضرورة السعي للكشف عن مداخل أخرى لها وزنها استطاع هذا الخطاب النفاذ منها وتجنيد الصغار حطباً لأهدافهم.
في كل هذا وغيره من الوسائل والأدوات طول النفس حاجة متزايدة، المجموعات المسلحة أصبح لها دولة أو هكذا يراد لها، وهي كما قال أكثر من خبير لم تعد برأس واحد أو هدف واحد، هي خصوصاً في «داعش» لها رؤوس متعددة وأجساد مختلفة، ما يعني توقع طول أمد استهداف تدير من خلاله استخبارات دول مجموعات من المغيبين باستخدام العاطفة الحمقاء.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.