صحة وزارة الصحة أولاً

غيرت وزارة الصحة شعارها من «المريض أولاً» إلى «صحة المواطن أولاً»، والفرق واضح بين العبارتين، فالأخيرة أكثر وأوسع نطاقاً، إذ تشمل الوقاية والتوعية، إلا أن الصحة ليست بالشعارات فعلى رغم أن الشعار الأول أعطى المريض الأولوية، إلا أن هذا لم يتحقق على أرض الواقع، لا في المستشفيات ولا المستوصفات الحكومية ولا الخاصة، في الحكومية كان التأجيل أولاً وفي الخاصة كان وما يزال المال أولاً.

واعتقد أن على وزارة الصحة وضع شعار داخلي لها يعنى بصحتها هي، شعار لموظفيها، وصحة الوزارة تعني قدرتها على القيام بواجباتها بالشكل المطلوب ليتحقق رضا المواطن والمقيم.

هناك سؤال بديهي وبسيط لا أظن أنه تمت الإجابة عنه بدقة. ما هي مشكلة وزارة الصحة، ولماذا لم تستطع تحقيق حد أدنى من الرضى من المواطن؟

إن التحديد الدقيق للمشكلة هو الخطوة الأولى للعلاج، وهذا السؤال البسيط ليس من عندياتي بل هو نتيجة للقاءات مع بعض العاملين لسنوات داخل هذا الجهاز.

لم تكن الأموال مشكلة وزارة الصحة بدليل أن توافرها خلال السنوات الماضية لم يحقق تقدماً يذكر، اللهم إلا في مباني جديدة وضعها التشغيلي الله أعلم به. مع وعود لا نقلل من قيمتها أو جهود لتحقيقها لكننا نحكم من خلال النتائج.

هل يمكن للسادة المسؤولين إخبارنا بماهية المشكلة التي عانت وتعاني منها وزارة الصحة، إذا كانوا قد تمكنوا من تحديدها، وهل هي مستعصية إلى هذا الحد الذي مر على كرسيها عدد من الوزراء من دون تحقق الهدف، المريض لا يحتاج إلا إلى حسن تعامل وعلاج في وقت مناسب، هذا ما يطلبه ومن حقه إذا لم يحصل عليه أن يطالب به سواء بشخصه أم من خلال اللجوء إلى الإعلام بمختلف وسائله.

من المؤكد أن صحة الوزارة لا تعاني من مرض واحد، لكن مع ذلك قد يكون مصدر الأمراض المتعددة فايروس واحد، عزل هذا الفايروس وتحديد اللقاح المناسب سيحقق الانفراج.

وفي العموم يتفق كثير من المرضى على أن الفريق الطبي بمختلف المستويات لا يتعامل مع الحالة «بجدية» و«عملية»، إن عدد الحالات التي يستقبلها الطبيب في عيادته قد تعني «إحصائياً» رقماً كبيراً، لكنها على الواقع لا تعني سوى أعادة تدوير المريض، ولدينا من الأطباء من رجله اليمني في عيادة واليسرى في عيادة أخرى بعيدة هناك ومن «المفهوم» أنه سيفضل واحدة على الأخرى إلا من رحم الله.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.