ومواطنة سعودية في الأردن

يتدنى الاهتمام بقضية إذا لم يصوّر عنها مقطع، أيضاً من الشروط أن يكون المقطع المصور مؤثراً، التأثير غير محصور في التعليقات وعدد المطلعين بل في رد الفعل ودرجة الاهتمام الرسمي من أجهزة معنية بهذه القضية أو تلك؟

المجد للتصوير لوسائل التواصل ذات التأثير الآني الفعال، هذا هو الواقع ولدينا مثال طازج عليه، في قضية السيدة السعودية في بلجيكا كان الاهتمام كبيراً في وسائل التواصل ثم عند الجانب الرسمي، السفارة السعودية في بروكسيل التي أصدرت بياناً وتفاصيل كتبت عنها في مقال الأمس. في قضية أخرى كقضية الأرملة السعودية في الأردن كان الاهتمام في وسائل التواصل أضعف بكثير والرسمي مثله على رغم أنها أكثر إيلاماً ولها عامان بعيدة عن أسرتها، تعليق من المسؤول الإعلامي في سفارة السعودية في عمان بعد نشر القضية، ألقى فيه باللائمة على الأسرة «لعدم التواصل»!

قصة الأرملة السعودية باختصار أنها في الأردن ممنوعة من السفر إلى بلادها منذ عامين ووالدها ناشد عبر إحدى الصحف الإلكترونية، كانت المواطنة مع شقيقها في رحلة إلى الأردن وعند التفتيش الجمركي عثر على سلاح وتمت محاكمة الشقيق والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وتسعة أشهر وتبرئة شقيقته من تهمة «تهريب سلاح»، لكن الجمارك الأردنية منعتها من السفر إلى حين دفع مبلغ 200 ألف دينار أردني «ضرائب تهريب جمركي»، مع أنه تمت تبرئتها من القضاء الأردني، هي على هذه الحال لها عامان. والسفارة السعودية في الأردن من خلال متحدثها الإعلامي تستغرب أنها وأسرتها «لم يتواصلوا معها»، هذا عذر عجيب، ما هي مهمة السفارات إذا كانت تنتظر من المواطن أن يتواصل معها؟ ألم نعبر ونتجاوز بقعة لم يراجعنا أحد؟ وهل يدرك كيف، ويستطيع «كل» مواطن أو مواطنة التواصل في ظروف مثل هذه، إذا كانت السفارة على علم بوضع المواطن السجين الشقيق من الجهات المختصة الأردنية فكيف لم تعلم عن وضع شقيقته؟

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.