كلما وقعت جريمة إرهابية في أوروبا وأميركا نعود للمربع الأول في الحديث، دفاعاً وهجوماً حول علاقة الغرب بالإسلام والمسلمين والعكس، وفي الذاكرة تفجيرات «11 سبتمبر» الإرهابية، وما أحدثته من تغييرات ضخمة في السياسية الأميركية والغربية.
في تلك الفترة الزمنية القصيرة عقب أحداث «11 سبتمبر»، سيطر الجنون على «الثور الأميركي الجريح»، استغلت المعارضة العراقية الموالية لإيران بدعم وتوجيه من طهران عمى الثور الهائج، وعلى رغم تحذيرات عربية لم تنصت حكومة بوش الابن للعقل، أخيراً وبعد خراب العراق وتسليمه إلى إيران، قال بوش الأب أن ابنه كان أسيراً لتشيني ورامسفيلد! الذي يتذكر الإصرار على العدوان لدى الثلاثة مع علاقات بشركات ضخمة لها مصالح وأطماع يدرك كيف تم تمرير كذبة أسلحة الدمار الشامل.
سقطت كل الثمار في حضن إيران وإسرائيل من دون كلفة تذكر، اللهم إلا رواتب عملاء تحصل طهران الآن على إضعافها من الموارد العراقية.
جريمة العصر الأميركية البريطانية «بوش الابن وبلير» الكارثية، دفع ثمنها العرب والمسلمون، وتم وصم الشريحة الضخمة والأكبر من المسلمين في العالم بالإرهاب، مرشحة للتكرار وإن كان بصورة مختلفة قليلاً، فمع تفجيرات باريس الإرهابية يعاد تغذية الأذهان بذكرى أحداث «11 سبتمبر» من أطراف عدة لها مصلحة في إعادة إنتاج السيناريو، حسم الأمور في سورية، تغيير العنوان لصالح «الحرب على الإرهاب» وهو الذي تدعي طهران انشغال قواتها المحتلة لسورية به.
العلاقات العربية بفرنسا يجب أن تستثمر لتوضيح الصورة بجلاء، هناك دولة تفرخ الميليشيات الطائفية، وتستحلب الفتن وتعيش على الصراعات لكنها تتستر بالوكلاء والعملاء، وهي احتضنت وتحتضن زمرة من قادة تنظيم القاعدة الإرهابي حين فرارهم من أفغانستان، وسجلها في إرهاب الدولة «المنظم» حافل وموثق، ومثلما يتضامن العالم العربي مع فرنسا في جراحها ينتظر هذا العالم المنكوب رشداً فرنسياً وغربياً في مواجهة إرهاب الدولة مع مواجهة إرهاب المجموعات المتطرفة.