الدجاج المحبر!

طرف العلم أن وزارة التجارة دهمت موقعاً لعمالة آسيوية تقوم بغش أحبار الطابعات، الوعاء أصلي والحبر مقلد، تتم تعبئته يدوياً من نوع رخيص، ولمن لا يعلم فإن أحبار الطابعات أهم من الطابعة نفسها، تباع لك الطابعة لأجل أن تشتري الحبر، لذلك أغلب الطابعات المعروضة للبيع لا يتوافر فيها «عند الشراء» إلا كمية قليلة نسبياً من الحبر الأصلي من الشركة الصانعة، وإذا ما احتجت لاحقاً لإعادة التعبئة تكتشف أن سعر الأحبار يقارب سعر طابعة جديدة، تحتار وقتها أيهما أفضل شراء جديدة أم إعادة التعبئة؟

والمشكلة في الحبر المقلد و«الرخيص»، حسب ما علمت من مختصين بأنه يتلف الطابعة نفسها بعد استعمالات قليلة، المشكلة الأخرى أن الواحد منا قد لا يعلم كيف يفرق بين الأصلي والمقلد إلا من خلال فارق السعر الكبير، فإذا بيع المقلد بسعر الأصلي أو قريباً منه، يمكن لنا تخيل مقدار الكسب الحرام وفداحة الخسارة، أما إذا بيع على جهة تستهلك الكثيرمن الأحبار، وزارة مثلاً أو هيئة فالخسارة تصبح رقماً فلكياً.

طرف العلم الآخر، مقطع مصور لمعمل أو «ورشة عشوائية بالأصح» لتجهيز لحوم الدجاج بشكل سيئ، وهو دجاج غير صالح للاستهلاك، إما رجيع مزارع إنتاج البيض «البياض»، أو أكثر سواء من ذلك ومشاهد الطريقة أم «خط» الإنتاج! تجعلك تتوقف عن أكل لحم الدجاج. ما الذي يضمن ألا يكون على مائدتك، التغليف «الجيد» متاح! والمطعم سيطلق عليه «طبق الدجاج المحبر بطريقة المهراجا»، وبعض «الزبائن» تستهويه أسماء الأطباق أكثر من مذاقها وأساسها.

طرف العلم هو ما نحصل عليه من أخبار المداهمات فنحن لا نعرف الخافي، هناك تفاصيل مهمة لا نعلم عنها شيئاً لذلك لجأت للخبير في شؤون «البزنس» مع ندرة إفشائه أسرار المهنة، سألت صديقي اللدود الشيخ «مدهن»، ما الذي يجمع بين الدجاج والأحبار ولا رابط بينهما في ظني سوى التجهيز؟ قال وهو يكركر..العمالة! واستمر في الضحك وهو يردد: العمالة.. العمالة، حتى خفت على كرشة الضخم من الانفجار. وبعد التقاطه الأنفاس، أصلح جلسته ليقول في لحظة شرود: الله على أيام «جائحة»، إنفلونزا الطيور، استرزقوا منها بعض الناس.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.