رفع سقف الوعود

قبل أن يتسلم وزير التعليم الجديد مهمات عمله بدأت تتشكل نذر عاصفة مناوئة له، هذا من دون شك سيضيف صعوبة إلى المهمة الملقاة على عاتقه.

هناك صورة وتصنيف للوزير الجديد لدى البعض جاءت من خلفيات عمله السابق في كلية اليمامة وكتابه عن التعليم المعنون «إصلاح التعليم في السعودية… بين غياب السياسة وتوجّس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية».

ربما يكون الدكتور أحمد العيسى الوزير الوحيد الذي له رؤية مفصلة ومنشورة عن شؤون الوزارة التي عيّن على رأس هرمها، مع لقاءات ومقالات حول قضايا التعليم، كلها تكشف الاهتمام والانشغال بهذا المرفق الحيوي ورؤية حول سبل إصلاحه. وفي لقاء نشرته «الاقتصادية» أمس، وبعد تعيينه، استعرض الوزير الجديد أهم الخطوات التي ينوي العمل عليها في شكل خطوط عامة.

وحول ما جاء في كتابه عن التعليم وإصلاحه قال العيسى: «في مرحلة التنظير ينظر الشخص بصورة ربما مختلفة عن الواقع، وعندما يكون في موقع المسؤولية فقد تتغير النظرة، لكن بلا شك في أن الخطوط العامة لما طرح في الكتاب لا تزال صالحة للنظر في إصلاح النظام التعليمي».

ومحاولة التوازن والواقعية هنا جيدة، وهي ملموسة في مختلف إجابات الوزير عن أسئلة طرحت في التصريح القصير، وإن كانت لفرملة نذر العاصفة المحتملة. منصب الوزير يجمع بين التنفيذي في الاختصاص والسياسي الديبلوماسي حين التعامل مع الرأي العام، وهو، في صورة من الصور، إدارة أمزجة ليس بالخضوع لها بل بالتفهم والإدارة. وعليه الآن التعامل مع «توجس الثقافة الدينية». ومن المهم لأي وزير ألا يرفع سقف الوعود والإنجاز الموعود. لقد أدى هذا التوجه خلال الفترة الماضية لدى بعض المسؤولين من وزراء وغيرهم إلى إضعاف الثقة في الجهاز الحكومي ومن يديره.

هل يحاول وزير التعليم الإمساك بالعصا من المنتصف؟ ربما، وهذا على كل حال جيد ومفيد للمهمة التي تم اختياره لها وقبل بها، والأهم أن يستطيع المرور والتمرير للحلول العاجلة وغير العاجلة التي وعد بها.

هناك الكثير مما يمكن عمله في التعليم والإمكانات متوافرة، إنما أسلوب الخطاب الرافد لتحقيق نجاح محاولات الإصلاح، له أهمية كبيرة عند التعامل مع الرأي العام.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.