موقع القناة الفضائية على الشبكة العنكبوتية جزء منها، يعبر عن رؤية إدارة القناة ومواقفها؛ إذ لا يمكن فصل الموقع عن القناة، فمن يدير هذا هو من يدير ذاك. ومن الواضح أن القنوات الفضائية الغربية الناطقة باللغة العربية مثل «سي أن أن» و«الفرنسية» وغيرهما قد أوكلت الشأن العربي بالباطن إلى مجموعات محررين منحازة من العرب أو المستعربين، ولم يأت هذا اعتباطاً ولا مصادفة، بل هو بسبب «التوظيف الأمثل» الذي يجيده الغرب.
قبل أيام اعتذر موقع «سي أن أن» باللغة العربية عن إساءة إلى السعودية، إذ ربط اسمها مع بهارات «الوهابية» بتفجير حدث في سورية. ويبدو أن إدارة تحرير موقع القناة كانت مشغولة و«مشغوفة» بدفع عجلة «هاشتاغات» على «تويتر» مخصصة للهجوم الإعلامي المركَّز على السعودية، و«الخطأ» الذي اعتذرت منه القناة بتغريدة كشف «لب» العمل الممنهج. ومن طرائف هذه القناة خبر نشر قبل أيام عن السعودية، بعنوان ظريف يقول بالنص: «السلطات السعودية تستمر في حصار مراكز المساج والحمام المغربي وتغلق تسعة منها». لاحظ كلمة «حصار»، والخبر منقول من صحيفة إلكترونية سعودية، إذ نشرت موضوعاً أقرب إلى الشكوى منه إلى الخبر، لكن موقع الفضائية العالمية أضاف بهارات عليه. موضوع الخبر بسيط فهو عن حملة لأمانة الرياض على مراكز مساج وحمامات غير مرخصة أساساً أو لديها مخالفات نظامية، كما يجري للمطاعم وصوالين الحلاقة. الأكثر طرافة أن خبر موقع «سي أن أن» بالعربية عن «حصار» المساج جاء من مراسلها في المغرب ومن الرباط!
في مقابل هذا، يخبرني من وراء الخليج صديق من الأهواز، وهو متابع جيد لوسائل الإعلام أن قناة «بي بي سي» الناطقة بالفارسية والموجهة إلى إيران تخصصت في الإساءة إلى السعودية والإمارات باحترافية، عبر أخبار مغرضة ومنحازة، وكأنها قناة فارسية، «تعددت اللغات والاستهداف واحد».
ما علاقة كل هذا بعنوان المقالة «الأكبر والأعلى مختطف»، العلاقة في جانب آخر له صلة جوهرية بالتأثير الإعلامي.
تصريحات لمختصين مثل مدير في «غوغل»، وتقارير إحصائية تنشر كل فترة، تقول إن السعوديين هم الأكثر زيارة ومشاركة للمواقع الشهيرة على الشبكة من «يوتيوب» إلى «فايسبوك» في «تويتر» وغيرها، ومنها مواقع صحافية قنواتية وغير قنواتية، وهو ما يعني أن جزءاً مهماً من الرأي العام هو في الحقيقة الأكثر تأثراً وليس تأثيراً. إنهم في حالة اختطاف إعلامي له ما بعده.
اللهم كثر حُسادُنا ولا تكثر شماتنا