مستشفى الألم في جازان

لم تصل الخدمات الطبية إلى حد القبول، منذ زمن وهي تدور حول نفسها على رغم كل ما صرف وقيل وتم الوعد به، لكن أن يتحول مستشفى إلى بؤرة خطر لتحترق فيه 25 نفساً ويصاب أضعافهم فهذا ليس مستشفى بل هو أقرب للمستودع المهمل، وقبل أن تضمد الجراح، خبر عن حريق محدود في برج الدمام الطبي من دون إصابات ولله الحمد، حيث أخلى الدفاع المدني المرضى.

اللافت في حريق مستشفى جازان وأيضاً ما نشر عن حريق برج الدمام استبعاد احتمالات أن يكون الحريق بفعل فاعل! فمنذ بداية انتشار خبر حريق مستشفى جازان وهناك تأكيدات أن السبب تماس كهربائي، وقبل أن تبدأ لجنة التحقيق في عملها؟

وزير الصحة قال إن حريق المستشفى في جازان كشف عن «خلل في رسالة المنظومة الصحية»، والخلل في الصحة ككل من قديم وتغيير الوزراء «المستمر» يهدف إلى إصلاح هذا الخلل، ولا ألوم الوزير بقدر ما ألوم من هم أقدم منه في الوزارة ممن أقروا ووافقوا على استلام هذا المستشفى بحاله التي حذّر منها الدفاع المدني حسب ما انتشر، إذا كانت صورة المحضر التي انتشرت صحيحة فهي دليل دامغ على «الخلل» ومن تسبب في «الخلل» وأصل «الخلل»، وإذا أراد وزير الصحة أن يصنع من المحنة منحة، عليه الإمساك بهذه القضية من جذورها، ليجعل منها نموذجاً لوضع المسؤولية في رقبة المسؤول، أما سياسة «شراء الوقت» باللجان التي لا يعلن عن أسماء أعضائها، ولا تنشر نتائج تحقيقاتها فهي الطريق الممهد لتكرار المأساة.

إنَّ بإمكان الوزير أن يضع قائمة بأسماء من وافق على افتتاح وتشغيل مستشفى بهذا الوضع، ثم وضعهم أمام الرأي العام، ومن المؤكد أن للموافقة أسباب هي مربط الفرس في معرفة أساس الداء.

كتبنا مراراً أن المشكلة في وزارة الصحة «إدارية» بامتياز، ولأنه لا يوجد محاسبة واضحة شفافة على رغم كل التاريخ الحافل بالإخفاقات فلا يمكن إلا توقع مثل هذه المآسي، أما تطور الخدمة نفسها وانتشالها من واقعها فهذا هو المستبعد بل أقرب إلى الحلم خصوصاً مع بقاء الحال «الإداري» على ما هو عليه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على مستشفى الألم في جازان

  1. رحم الله من توفى وعوض اهله فيه وعزاؤنا انه من لم يمت بالحرق مات بالاهمال من مثل تلك المستودعات التى يودع فيها الاحياء عند مرضهم ولا حول ولا قوة الا بالله انا كماطن ارى ان المسؤولية والخطا يقع على الجهات التالية 1-وزارة الصحة ممثلة في مندوبيتها 2-منشاة التقييم (سباهى) والتى لم تجز صلاحية المبنى ولماذا اختفى التقرير منذ عام 2013 3- الدفاع المدنى في المنطقة واين زيارته للمبانى للتاكد من تطبيق الشروط والمواصفات
    اما اللجان فلم تفلح في عدد من الاضرار من قبل

التعليقات مغلقة.