تشوهات المواليد

واحد من كل 24 مولوداً في السعودية يولد بتشوهات ولادية، بينما النسبة عالمياً 1 لكل 33 مولوداً. والفرق يشير إلى خلل كبير يجب علاجه. والتشوهات الولادية تعني بمسمى آخر التشوهات الخلقية، والأمراض الوراثية تصيب الأطفال، وتسبب إعاقات عقلية وجسدية تؤثر في حياة الطفل، ويمتد التأثير لأسرته بضغوط متنوعة، والأرقام من دراسة عملت عليها استشارية أمراض الأطفال والوراثة الدكتورة أمل الهاشم ضمن فريق ترأسه الدكتور أحمد كردي في مدينة الأمير سلطان العسكرية الطبية بتمويل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.

وعلى مدى ثلاثة أعوام، تمت خلالها متابعة 30 ألف حالة ولادة، كانت النتيجة 4 في المئة مقارنة بـ2 عالمياً.

وتشير الدراسة إلى أن عدد الولادات في السعودية 600 ألف ولادة سنوياً، ما يعني ولادة 24 ألف مولود بتشوهات ولادية، هذا غير أطفال أمراض الدم الوراثية، ما يعني زيادة عدد المواليد المصابين بأمراض تعوق حياتهم، وتؤثر سلباً في حياة واستقرار أسرهم.

وخلصت الدراسة إلى أن معدل زواج الأقارب البالغ 48 في المئة يمثل سبباً مهماً لهذه النسبة الكبيرة.

ما هو الحل؟

قبل إيراد الحل المقترح، لا بد من الإشارة إلى أن بعض الأسر تعيش حالاً من الألم والمعاناة لديها حالات متعددة من المواليد المتوفين، منها أسرة توفي لها سبعة مواليد في أعمار مختلفة جراء التشوهات الولادية، و30 أسرة تعاني من فشل الكبد، بعضهم يتوفى أطفالهم في السنوات المبكرة والبعض الآخر تتم له زراعة كبد.

تطرح الدراسة حلولاً لهذه القضية المهمة، تبدأ بإنجاز سجل وطني للتشوهات الخلقية أو الولادية، دولة مثل كوستاريكا أنجزت مثل هذا السجل منذ 30 عاماً، والمثير أنه قدم لوزارة الصحة مشروع لإنجاز هذا، ولم يتم البت فيه حتى الآن! أيضاً تفعيل الفحص قبل الزواج للأسر التي تعاني من الأمراض الوراثية، مع التوعية، والأخيرة تحتاج إلى أرقام وإحصاءات لمعرفة المناطق، حتى تكون للتوعية ثمرة وفائدة.

تنقل الدكتور أمل الهاشم ندم أزواج على عدم الفحص الصحيح قبل الزواج أو الاهتمام الجاد بالنتائج، والتحوط لما يمكن أن يحدث هو من الأخذ بالأسباب. أتمنى من وزارة الصحة سرعة إنجاز السجل، وتكثيف التوعية في المجتمع، خصوصاً في المواقع الجغرافية الأكثر إصابة حول أخطار عدم الفحص قبل الزواج، خصوصاً بين الأقارب، الشروط الاجتماعية التي تقيد البعض يدفع ثمنها أطفال وأسرهم، وأيضاً الاهتمام من وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية بالأسر التي تعاني، ولمدينة العلوم والتقنية الشكر على تمويل الدراسة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.