شفط المرضى

مثل كل واحد منكم، لدي أمل بأن يوفق الله تعالى وزير الصحة الجديد توفيق الربيعة ونائبه فهد الجلاجل، مع المخلصين في الوزارة لتحسين الخدمات الصحية. وهي مهمة صعبة، التركة ثقيلة ومر عليها الكثير، كل منهم وضع بصمته شاهدناها أم لم نشاهدها.
ومن الأخبار الأخيرة أن الشؤون الصحية بمنطقة الرياض أغلقت 42 مجمعاً طبياً من 94 مجمعاً شملتهم جولة تفتيش، يعني نحو النصف مخالفين، الإغلاق «إلى حين تحسين وضعها مع النظام» كما ذكر الخبر المنشور، ومن المؤكد أنها طوال مدة حسنت أوضاعها على حساب المرضى.
لم يوضح الخبر نوع المخالفات لذا نفترض أنها تبدأ من تجديد رخص ومخالفات صغيرة إلى ما هو أعلى، أي ما يمس حياة المريض، لكن واحدة من المخالفات، أعلنت في واحد من هذه المجمعات، إذ اكتشف المفتشون «طبيباً جراحاً تجميلياً يتولى عمليات شفط الدهون بدون مؤهل علمي». ولا نعلم ما الذي سيتم بحق من شغله؟ فهذا أهم من الإجراء الذي سيتم بحق شفاط الدهون، أيضاً ماذا عن دور هيئة التخصصات الصحية؟
لنترك شفط الدهون إلى شفط آخر، شفط الأعصاب والأموال وطعم الحياة، دعوة لوزارة الصحة للالتفات إلى المستشفيات الخاصة الضخمة، لنترك المجمعات الصغيرة قليلاً، فإذا كان في مجمع طبي، يتوقع أنه صغير مقارنة بغيره من المستشفيات الضخمة، شفاط دهون غير مؤهل، فماذا يمكن أن يوجد فيها؟
مؤكد أن هناك شفط أموال «جشع» على حساب أوضاع المرضى، يصل المريض في حالة إسعافية إلى باب الطوارئ ليستقبل بشرط وجود تأمين، يستنزف سقف التأمين، ثم يطلب منه الدفع نقداً، وقد يوقع على التزامات، استغلال الوضع الصعب الذي يعيشه ذوو المرضى في تلك اللحظات أصبح من سمات بعض المستشفيات الضخمة، وكأنها لم تقم على أرجلها بفعل قروض ميسرة من الدولة، التي وضعت نظاماً يكفل قبول المريض على حساب وزارة الصحة.
من متابعة لأوضاع الخدمات الصحية يُطرح أمامي سؤال يغيب ثم يعاود الظهور، هل فشلت وزارة الصحة في تقديم الخدمة المعقولة أم تم إفشالها؟ ولماذا نمت وترعرعت مستشفيات ضخمة مع أفول نجم الصحة الحكومية؟ هذه تموت وتلك تصاب بتخمة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.