حقوق المجسمات

أجبرني الزميل الأستاذ عبد الله باجبيرعلى تأجيل ما عزمت على كتابته بسبب مقاله في الشقيقة الشرق الاوسط يوم أمس،عبدالله كتب عن المجسمات المنتشرة في ميادين جدة، وقد أضحكني الزميل ضحكا مرا عندما أقترح أن تعاد تلك المجسمات الي أصحابها وتخيلت صاحب الدراجة الموجودة في ميدانها ،وماذا سيفعل بها ياتري؟، وهل لديه منزل يستوعبها؟، والآخر صاحب السيارات في ميدانها في أي كراج سيصفها، وهل سيجد قطع غيار لها ياترى؟، وأقتراح الزميل باجبير أقتراح وجيه أثني عليه، خاصة وأن الهوس المجسماتي الذي عاشته جدة في زمن مضى ضاعت في زحمته أمور جسام من أهمها الصرف الصحي والمياة العذبه اللذان لازالت تئن منهما عروس البحر· وأعتقد أن بدعة المجسمات وفدت للمملكة من بوابة جدة وأنتشرت وصارأهالي المدن و المحافظات والقرى يلبسون بشوتهم و يسارعون في تدبيج المعاريض ويقيمون الولائم للمطالبة بالمجسمات، وكل ماأقيم مجسم في موقع أصيب أهل الموقع المجاور له بالأرق إلي حين بناء مجسمهم الخاص، فكانت شغل البلديات الشاغل أشغلنا الله تعالي وإياكم في طاعته، وبدأ ربعنا بالنوافير في بلد صحراوي المياه فيه شحيحة، وتدفقت المياة في الأسابيع الأولى ثم توقفت وتحولت النوافير إلى برك آسنة لتجف وتصبح حاويات قمامة ثابته، وتبعتها الشلالات، ثم وفدت موضة المباخر فأصبح هناك مبخرة في مدخل كثير من المدن والقرى و”مبخرتنا أكبر أو مبخرتكم”، ولم نشم منها رائحة عود طيبة، إلا أن الأعجب من هذا كله مجسمات للنخلة في بلد النخلة،ففي الشارع عشرات من النخيل الأخضر الجميل وهناك بالجوار مجسم لها،ولم نفهم ، هذا كله في الحقيقة هو من مساحيق الطفرة تحولت الآن، سبحان الذي يغير ولايتغير، إلى بثور مهملة تحكي صرعة من صرعات الطفرة، وهي في الحقيقة جزءيسير مما في بيوتنا· ومجسمات جدة على الاقل لازال بعضها يلمع ويلفت الأنتباه وقد يساهم في الحوادث وإن كان هذا اللمعان بلافائدة، صحيح أنني لم أفهم سبب تخصيص مجسم للدراجة الهوائية وغمط حق “دباب” جدة الشهير، وصحيح أىضا انني لم أفهم ما تعني كثير من مجسمات جدة إن كان لها معاني، ولأن الزميل عبد الله هو صاحب فكرة إعادة المجسمات لأصحابها وأنا أؤيده في ذلك وأضيف عليه المجسمات الأخري في بقية مدن ومحافظات وقرى المملكة فهي لابد أن تعاد لاصحاب مجسمات جدة لانهم أصحاب الفكرة الأولى وقد يكون هذا اول تطبيق “مجسماتي”للحقوق الفكرية، وتصورو معي ذلك ،تخيلوه أنه أشبه بفيلم “عودة المجسمات” من إخراج عبد الله باجبير· اليه منه ·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.