منذ أن تبدأ تباشير موسم الحج يواكبها في وسائل الإعلام شكاوى مؤسسات الحج والعمرة والطوافة، وتنشر الصحف مطالباتهم ومشاكلهم مع الخطوط وجهات حكومية، أما وزارة الحج فتعلن نادراً وعلى استحياء عن معاقبة مؤسسة مخالفة أو تذكر أرقاماً مبهمة عن إلغاء تراخيص، وبعد الموسم تكثر تظلمات الحجاج خصوصاً حجاج الداخل الذين تصل أصواتهم إلى صحفنا، وتذهب غالبية هذه التظلمات في مهب الريح. الأكثرية من المتضررين لا يريدون أن يلوثوا حجّهم، بعض يدعو لصاحب الحملة وبعض آخر يدعو عليه، أما حجاج الخارج فقد سافروا بسلامة الله تعالى حاملين معهم صورة عن بلادنا قد تكون صورة مشرقة، أو صورة مشوهة. ومن الملاحظ على كثير من مؤسسات الحج والعمرة والطوافة رفع الأسعار بصورة مبالغ فيها، وطالما نويت الكتابة عن “عنصرية الأسعار” التي يواجهها السعودي بصورة خاصة والخليجي في الغالب الأعم عند زياراته وسياحته في الدول العربية، وإذا ما تذكرت فئة من تجار الحج والعمرة واستغلالهم لهذا الموسم وللساعين لقضاء فرائضهم أو زيارة بيت الله العتيق يصيبني الخجل وأتوقف، ورغم أن هؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم إلا أنهم يخدشون ويسيئون إلى جهود الدولة وفقها الله، وهي التي تبذل الغالي والنفيس لتسهل عليهم أداء نسكهم، وطورت المشاعر المقدسة بما يكفل استيعاب هذه الجموع الضخمة بيسر وأمان، إضافة إلى ذلك فهم يسيئون لسمعة كل مواطن ينتمي لهذه البلاد الطيبة.
وفحش أسعار حملات الحج وتصنيفاتها أصبح أمراً معروفاً يتعرض له المواطن وغير المواطن، بل إن المواطن هنا يتم التعامل معه بنفس أسلوب “عنصرية الأسعار”. وهنا أعرض ما جاء في رسالة أحد الإخوة المواطنين وهو من سكان مدينة جدة بمعنى أنه مجاور لبيت الله الحرام، فعندما قرر الحج هو وزوجته وسأل عن أسعار الحملات التي لا يمكن الحج إلا من خلال الدخول في نفقها لم يجد حملة مقبولة خدماتها بأقل من ثلاثة عشر ألف ريال، ويقول الأخ الكريم م/ عاصم حلمي إنه لو كان يسكن في القاهرة، مثلاً، وقرر الحج مع زوجته لحصل على سعر أقل من هذا السعر شاملاً تذاكر الطيران، والأدهى والأمرّ أن هناك شروطاً تفرضها بعض الحملات على الحجاج الذين تخدمهم كما يفترض، وفي بعض الشروط طرافة وإثارة للكثير من علامات التعجب، وبحسب ما ذكر الأخ عاصم فإن الحملة تمنع المرأة من ارتداء بيجامة النوم، ولا بأس بالقميص الذي ربما يسبب التكشف عند النوم، ليته ذكر الشروط الأخرى فربما نتعجب أكثر.
ولا يريد المواطن من المؤسسات إلا مخافة الله تعالى في الراغبين في الحج، ولأن الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن فلا بدّ من تدخل الجهات الرسمية، خصوصاً وزارة الحج، وتقييم أسعار هذه الحملات؛ حتى لا يستمر استغلال المواطن وغير المواطن، وتستغل بصورة سلبية فئة صغيرة منا قرار الحكومة تنظيم الحجاج من داخل البلاد.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط