يحاول رجال الدفاع المدني تلافي أخطاء جهات حكومية أخرى متعددة، بداية من البلديات إلى غيرها من الأجهزة المعنية بخدمات الجمهور، ويصبح هذا الجهاز في فوّهة المدفع الإعلامي، وأصبحنا في بداية كل موسم حج نضع أيدينا على قلوبنا، تحسباً لئلا يقع حادث يعكر أمن الحجيج وسلامتهم، فربما يقع حادث مستقبَلاً من نوع انهيار فندق أو مبني “لؤلؤة الخليج” في مكة المكرمة، ليلقي بظلاله الأسود على موسم حج هذا العام. أخطاء صغيرة تضر بجهود ضخمة كبيرة، ومهما قيل ومهما كُتِب عن الجهود الحكومية، للتيسير على الحجاج لا يمكن إيفاؤها حقها، هذا أمر نعلمه ونشاهده ويشاهده كل حاج وزائر إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة، لكن مثل هذا الحادث يمكن أن يشوّه الصورة الجميلة، ويخدش جهود آلاف من المجندين لخدمة الحجيج، وبالأمس كتبتُ عن استغلال حجاج الداخل من بعض مؤسسات الحج والطوافة برفع الأسعار ووضع الشروط العجيبة، لتفاجئنا الأخبار بانهيار مبنى على رؤوس الحجاج والمشاة، الحمد لله على قضائه وقدره، وندعو للمتوفين بالرحمة والمغفرة من الخالق الوارث، وللمصابين بالشفاء والعودة إلى أهاليهم سالمين غانمين.
انهيار مبنى يعني أن في تصميمه أخطاء، وأنه حُمّلَ أكثر من طاقته، وشهود العيان الذين تحدثوا للقنوات التلفزيونية قالوا إن استخدام مصعد المبني المنهار كان يسبب ارتجاجات ملحوظة في البناية، ويقال إن الفندق خضع للتجديد أخيراً! والأمر المستغرب أن هذا المبني الذي قتل وجرح العشرات جراء انهياره قريب من الحرم المكي الشريف، بمعنى أنه يقع في منطقة غاية في الأهمية، وهي تحت نظر العين الهندسية لأمانة العاصمة المقدسة، هذا هو المفترض، المنطقة المحيطة بالحرم غالباً هي مكان للتخطيط والتوسع وإعادة التقويم والتنظيم والفحص… فكيف سُمِح بوجود مبنى بهذه الصورة في منطقة حيوية مثل تلك؟ هذا سؤال يجب الإجابة عنه.
يضع الناس أرواحهم أمانات في البنايات التي يسكنونها، وهم لا يعلمون كيف بُنيتْ، وأية ذمة أشرفت على ذلك التشييد؟! لذلك وضعت الحكومات أجهزة للرقابة والتأكد من المواصفات ثم مَنْح الشهادات، ومهما كانت النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة المشكلة للتحقيق في الحادث المؤسف، وحتى لو أظهرت تجاوزات من صاحب المبني أو المقاول فإن أمانة مكة المكرمة وبلدياتها مسؤولة بصورة مباشرة، لأن هذه وظيفتها المؤتمنة عليها، مطلوب من اللجنة الموقرة أن تسارع في كشف نتائج التحقيق وتقدمها إلى الإعلام بكل شفافية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط