الخطوة الأولى

كل الشكر والتقدير للحكومة السعودية على قرارها استدعاء السفير السعودي في الدنمارك، والشكر موصول للمراكز التجارية التي تجاوبت مع المطالب الشعبية بمقاطعة المنتجات الدنماركية. لقد ابتهج الجميع بتلك اللوحات التي علقتها بعض المراكز التجارية “أوقفنا بيع المنتجات الدنماركية”، وابتهجوا أيضاً لبيان مجلس الوزراء السعودي وبيان مجلس الشورى السعودي، وبيان مفتي السعودية. والخطوة المباركة لم تتوقف عند حدود الشجب والاستنكار فكان قرار استدعاء السفير السعودي من عاصمة الدنمارك، فكان اقتران القول بالعمل، ولست أعلم سبب عدم سرعة تجاوب بقية المراكز التجارية الكبرى، فهل مديرو التسويق فيها أو أصحابها لا يقرأون ما يجول في خاطر المستهلكين الذين يترددون على مراكزهم، أم يعتقدون أنهم غير معنيين بهذه القضية ولم يستطيعوا تقدير حجمها وأبعادها؟ ألا يتوقعون أن يعزف المتسوقون عن ارتياد مراكزهم لأنها “طنشت” التفاعل معهم؟
ها هي الحكومة السعودية تقدم نموذجاً لبقية الحكومات الإسلامية، تخيل معي استدعاء جميع سفراء الدول الإسلامية في الدنمارك إلى بلدانهم، فلماذا تتأخر هذه الدول عن تطبيق بيان مكة المكرمة؟ هذه أفضل فرصة مناسبة لتجريم التعرض للإسلام والمسلمين، والتوضيح العملي للخطوط الحمراء التي لا يمكن لمسلم التسامح معها، سواء كان بدعوى الحرية أو غيرها من الدعاوى الكاذبة.
إن من مفاخر المسلمين أن دينهم الحنيف حثهم على الإيمان بكل الرسل والأنبياء وتبجيلهم ابتداءً بسيدنا آدم عليه السلام مروراً بسيدينا موسى وعيسى وانتهاءً بسيدنا محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام.
من الخطأ انتظار قرار من الأمم المتحدة لتجريم الحث على كراهية الإسلام والمسلمين والإساءة إلى رموزهم وإلى قرآنهم الكريم، سيصبح تجريم ظاهرة الحث على كراهية الإسلام والمسلمين حقيقة واقعة فقط عندما نتمسك بمواقفنا، ونتعاطى مع ما يحدث من ممارسات مسيئة في الوقت المناسب، وبالقرار “الموحد” المناسب. ولعلي أتساءل مع بعض القراء الكرام عن دور بعض الكتاب الذين ظهروا بقوة على السطح الإعلامي منذ أن أطلقت الولايات المتحدة مشروعها الذي سمته زوراً الحرب على الإرهاب، وقامت بواسطته بالحرب على الإسلام والمسلمين، أين هؤلاء الكتاب من قضية مثل قضية الإساءة إلى نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام؟ لماذا لا نرى لهم حرفاً وهم المبجلون في الدوائر الغربية! أم أن حدود الحرية التي يزعمون الدعوة إليها تتوقف هنا؟!
وانظر إلى دعاة الحرية والديموقراطية واحترام خيار الشعوب وكيف هي ردود أفعالهم على فوز “حماس” في الانتخابات الفلسطينية، ستجد العجب، وسترى بعينيك ماهية النفاق السياسي واستخدام الحرية والديموقراطية لأغراض خبيثة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.