هل شاهدتَ ازدحام الجمهور لبيع أسهم شركة ينساب؟ أرسل إليّ صديقي مقطعاً لصور في أحد المصارف، كأنه يوم عيد الأضحى في مسلخ البلدية! مثل هذه المشاهد… هل ستحرك ساكناً؟ أقول لا، لأن صوتي قد بح، وأنا أكتب عن قاعدة الثلث ولا من مجيب! ولأن الإعلانات تتوالى عن اكتتابات مقبلة بقاعدة الـ 30 في المئة الذهبية، فمن الواضح أن المسؤولين في الجهات المعنية لا يقرأون أو لا يهتمون! إذا كانت لديهم رؤية أخرى… لماذا لا يصرحون بها؟ ربما يتعرض ما يطرح من تحذير أو تنبيه عن الظلم المستمر في الوقوع إلى تخفيف وليّ أحرف وكلمات قبل أن يصل إلى صاحب القرار أقول ربما، إلا أن الواقع يقول ان لا استجابة ولا مناقشة، حتى الصحف لا تطرح مثل هذا الموضوع كقضية رأي عام.
قاعدة الثلث للأكثرية والثلثان للأقلية، هي في تقديري صورة من صور ظلم الإنسان المقتدر لأخيه قليل الحيلة… والله جل وعلا حرّم الظلم على نفسه، وحرمه بين عباده، لهذا أستمر في طرحها وطرق الأبواب لعل وعسى، ولم يكن هذا المقال عنها إلا أنه انحرف إليها، لأن ما حصل هو من نتائج قاعدة الثلثين للأقلية.
أما موضوع المقال الأصلي فهو عن المصارف، إذا كانت هناك من “حوسة”، لا أريد قول كارثة، ستقع لاقتصادنا “المتين” فهي ستحدث بسبب أنظمة المصارف المتردية، التشبع في أنظمتها بلغ مداه، واللخبطة في الحسابات والمحافظ حدّث ولا حرج، ولأن من طبع بعضنا التجمل، ولأن المصارف من “الأبناء المدللين” ولديها حصانة وحصون، بل يتم التغزل بأنظمتها ويقال إنها أفضل من دول متقدمة، فمن المتوقع أن يتم الاستمرار في تجميل الواقع المرير، والضحية هم أصحاب الثلث، فليس لديهم من يحميهم! هذا مجلس الغرف شكل لجنة للشركات المساهمة، والمساهمين لا لجان لهم مثل المستهلكين، إنهم من الثلث وهو كثير عليهم، ولأن المتضررين من المصارف في تزايد، ولأنه ليس في الأفق ما يشير إلى إصلاح هذه الأوضاع، ولأن المصارف من القوة المالية بحيث تستطيع التأثير في وسائل الإعلام فلا تجد مصرفاً يتم انتقاده!؟ لأجل هذا كله أقترح على المتضررين أن يبحثوا عن محامٍ نزيه نظيف وشجاع ويلتفوا حوله ليترافع بقضاياهم ويرد حقوقهم، هذا هل الحل الوحيد لإجبار المصارف على سرعة إصلاح أوضاع خدماتها، هذه الخدمات المتردية هي بمثابة الثقوب السوداء التي “ستشفط” مصالح الفئات العريضة ممن يصنفون على بند الثلث، وأنصح بعدم اللجوء إلى “ساما”، اذهبوا إلى ديوان المظالم، إذ أثبت هذا “الديوان” أنه إلى العقل والعدل أقرب من غيره.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط