تنشد عن الحال!

جاءت النتائج أسرع من التوقعات “مواطن يقتل شخصين إثر خلاف بسبب هبوط الأسهم”، “ووفاة أربعة بأزمات قلبية بسبب التراجع الحاد لأسعار الأسهم” هذه قصص نشرتها صحيفة “الرياض” على صفحتها الأولى الاثنين الماضي.
حذرت كثيراً من النتائج السلبية لما حصل في سوق الأسهم، جاءت الأخبار أسرع من التوقعات، هناك “بلوتوث” يتم تداوله، لستُ أعلم هل هو صحيح، مواطن يظهر عورته في الشارع، ومن أرسله قال إنه خسران في الأسهم، صديقي رجل الدكان، في محله الصغير دخلت عليه امرأة كبيرة، وشاهدته يطالع في جريدة، فقالت: “اطلب الله يا وليدي، إذا سلم العود الحال تعود… عيالنا مثلك “خسرانين” في الأسهم”، رجل الدكان لم يتحدث معها لا في أسهم ولا في غيره.
هذه القصص نهديها مع باقة من الألم والحذر إلى المجالس الاقتصادية، ولهيئة سوق المال ولوزارة المالية ولمؤسسة النقد السعودي، هذه القصص وغيرها مما سنراه منشوراً في الأيام المقبلة، نهديها إلى مَنْ “يسولف” في المجالس قائلاً إن كل المواطنين ربحوا من سوق الأسهم! ونهديها إلى مَنْ يلمِّع صورة المؤسسات المالية الحكومية وإداراتها في المجالس.
خالتي تقول: “ما يمدح السوق إلا من ربح فيه”، والجميع يعرف أنه لم يربح إلا القلة، وفي مقدمهم المصارف، أما البقية فهم خاسرون، أما الاقتصاد فهو قد خسر الكثير، أقلها الثقة والأمل، في الوقت الذي لا نرى فيه انفراجات لا في توظيف العاطلين المتزايدين ولا في إصلاح الوضع الصحي المتردي، وغيره كثير تأتي كارثة الأسهم لتخبرنا، تقدم لنا إشارات يراها الأعمى، وتطرح سؤالاً… هل الإدارة الاقتصادية في بلادنا فاعلة واستوعبت ما يحدث، كيف يحدث كل هذا ليصل إلى حد القتل والموت بالأزمات القلبية، من دون ظهور مسؤول واحد في الوقت المناسب ليخبر الناس بما حصل، أم أن المواطنين هم عدد محدود جداً من رجال الأعمال يتم الاجتماع بهم في غرفة مغلقة؟ وهل يمثل عدد محدود من رجال الأعمال كل المجتمع؟ لا ننسى أنه قبل أسابيع من كارثة الأسهم كان هناك تمجيد رسمي للإقبال على اكتتاب “ينساب”، لقد تبخرت أسهم ينساب مع كثير من محافظ الأسهم.
يسألني أحد الإخوة… هل اقتصادنا مقبل على انتعاش أم كساد؟ قلت إذا أحسنت إدارة الوفر المالي الناتج من ارتفاع أسعار النفط يمكن أن نتحدث عن انتعاش، لكن المؤشرات لا توحي بذلك، ولنا في الصمت الرسمي والأسلوب الذي لف كارثة الأسهم خير دليل. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.