اليوم المزعوم

في يومهم المزعوم، على الإخوة المستهلكين الوقوف دقيقة صمت واحتجاج على حقوقهم المهدرة وأصواتهم المكتومة، احتفلت دول مجلس التعاون بيوم المستهلك الخليجي، ولا نقول في هذا اليوم سوى “من غشنا ليس منا” و “لك يوم يا غشاش”، ولأنه لا يصح إلا الصحيح، لم يجد المدير العام  لمكافحة الغش التجاري في وزارة التجارة مكاناً ليلقي فيه محاضرته عن “دور الوزارة في حماية المستهلك”، لم يجد مكاناً لمثل هذه المحاضرة سوى مقر الغرفة التجارية الصناعية في الرياض! ابتسم فأنت في يوم المستهلك! ولا بد من توسيع صدره ليصبح مثل بطنه، هو في حضن التاجر شاء أم أبى، لذلك  تأتي الجهة المسؤولة عن حمايته إلى عرين التجار، لتتحدث عن دورها في الحماية، ربما هي تعتذر!
دور الوزارة لم يظهر على السطح عندما صرح مسؤول صيني، متهماً بعض التجار السعوديين بوضع شروط لخفض نوعية السلع المستوردة من الصين لتحقيق أرباح أكبر، في ذلك الوقت لم تتحرك مكافحة الغش التجاري، ربما لأنه لا توجد قاعة للمحاضرات سوى في غرفة التجارة والصناعة.
يوم المستهلك الخليجي هو يوم احتفالي إعلامي، ولا تتوقعوا منه أكثر من ذلك، أذكر هذا حتى لا تصابوا بالإحباط إذا بقيت لديكم مساحة لمزيد منه، يوم المستهلك الخليجي الغرض منه وضع بند في تقرير الأداء السنوي عن الإنجازات، الحملات الأمنية كشفت بعض المستتر ولم يتغير شيء، لا في مكافحة الغش ولا التستر ولا غلاء الأسعار ولا غيره مما يتعرض له سعادة المستهلك.
محاضرة عن دور وزارة التجارة في حماية المستهلك تلقى في غرفة التجارة، بصراحة هذه نكته الموسم، وهي لا تختلف عن إعلان نشره أحد البنوك على صفحة كاملة، يهنئ فيه موقع “تداول” لحصوله على جائزة وزارة الاتصالات، للتذكير هذا هو الموقع الذي أعلن عن حاجته للتطوير “الاستراتيجي”! حسناً إذاً لماذا تلقي البنوك باللوم على هذا النظام أمام عملائها وتمتدحه في العلن، هل هو النفاق التجاري.
من الواضح أن الأهمية في البلد هي لغرف التجارة ومنتسبيها في حالة الوزارة وللهيئة في حالة البنوك، يظهر أن هناك صورة غير واضحة لدى بعض المسؤولين، يبدو أنهم يعتقدون أن كل المواطنين تجار والغرفة تحتضنهم كلهم تحت سقف واحد.
يظهر أن صورة المواطن السعودي الذي يمتلك بئر نفط، على الأقل،  انتقلت من الغرب إلى صحرائنا، فهنيئاً لنا نحن أصحاب السعادة المستهلكين.
محاضرة عن حماية المستهلك في الغرفة التجارية والله قوية!