“دانكشن فيرمال”

شكراً جزيلاً باللغة الألمانية هي ما أرد به على شخصيتين ألمانيتين، الأول كاتب ومثقف والثاني سياسي محنك.
“دانكشن فيرمال” للهير أو السيد “هانس ديتريش غنشر”، وزير الخارجية الألمانية الأسبق، والذي كتب مقالاً في جريدة “دير تاغسشبيغل أونلاين” الألمانية، بعنوان: “غطرسة الغرب… حرية الرأي هامة… واحترام الآخرين أيضاً” قال فيه إن مصطلح “أزمة الرسوم الكاريكاتورية” ربما يصبح أكثر الكلمات قبحاً في هذا العام”، مشيراً إلى شعور المسلمين بالمهانة وأن الرسوم الدنماركية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، ومذكراً بما يحدث في العراق وفلسطين، بل إنه يشبّه الأحوال السياسية بين الغرب والعالم الإسلامي بالوقت الذي سبق الحرب العالمية الأولى” حين افتقد العالم بُعْد الرؤية والمسؤولية وفن إدارة الدولة”، ويذكر السيد غنشر في الفقرة الأولى من الدستور الألماني التي تنص على أن “كرامة الإنسان لا تمس”، ومع أن حرية التعبير إنجاز قيم فإن حدود المسموح تنتهي عندما تتعرض لكرامة الإنسان، وهذا يتضمن احترام الأديان والثقافات الأخرى، ويستشهد وزير الخارجية الألماني الأسبق بقول لرئيس المجلس البابوي للعدالة والمساواة الكاردينال “ماريتنو”، إذ قال: “لقد نمت غطرسة لدى الدول الغنية والمتقدمة لم تعد تعرف احتراماً للحضارات الأخرى”. الأصوات العاقلة وصاحبة البصيرة في الغرب كثيرة، ومنها الكاتب الحاصل على جائزة نوبل للآداب “غونتر غراس”، في لقاء معه أجرته صحيفة “الباييس” الاسبانية، شبّه السيد غراس الصحيفة الدنماركية التي نشرت الرسوم بصحيفة نازية كان تصدر في العصر النازي تحت اسم المقتحم، وعرفت بنشر كاريكاتورات معادية للسامية، بل انه أورد معلومات مهمة، حيث ذكر أن الصحيفة الدنماركية استشارت قبل النشر خبيراً إسلامياً دنماركياً الذي حذرهم من القيام بهذا الأمر! ويستنتج الكاتب غراس، أن الصحيفة الدنماركية خططت وقصدت الاستفزاز، فالكل يعرف أن القانون مكتوب أو غير مكتوب يحرّم تصوير الرسوم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، ويتساءل غراس: “من أين أتى الغرب بهذه الغطرسة التي يريد بها أن يحدد ما يحق فعله وما لا يحق”، إنه يا عزيزي منطق القوة والنظرة الدونية للثقافات الأخرى، “دانكشن فيرمال” للسيد غونتر غراس، هذه الأصوات العاقلة الحرة أشعلت لنا بعض الأمل، إذ كاد بعض الغوغاء في الغرب والساسة ممن لا يجيدون فن إدارة الدولة يصيبوننا بالإحباط، بقي أمر واحد وهو أن نقدم الشكر إلى هذه الشخصيات الحرة المسؤولة، وأتمنى أن يصلهم التقدير لمواقفهم العادلة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.