نهج سلمان

تَوّج الأمير سلمان بن عبدالعزيز نهجَه المعروف بدقة المتابعة والحرص على الإيضاح والوضوح، توّج ذلك بمقال نشرته جريدة “الوطن” بقلمه. المقال جاء تعليقاً على رأي للزميل الكاتب صالح الشيحي انتقد فيه زيارة أطباء من أهالي الزلفي للمحافظة وتقديم خدمات تطوعية هناك، إذ رأى أنها تكريس لـ “المناطقية”، وجاء رد الأمير سلمان المعروف بسعة الثقافة والاطلاع، بليغاً وحاسماً، حيث ذكر أن “الإنسان إذا لم يكن وفياً لمسقط رأسه لا يكون وفياً لوطنه”.
هذه حقيقة، الوفاء لا يمكن تجزئته، وأنا أتفهم طرح بعض الكُتّاب للنقص الذي تعاني منه المناطق التي يعيشون فيها، لكن لا يجب أن يكون ذلك الطرح على حساب منطقة أخرى، مثل تلك المقارنة. وأرى أن رد “أمير الكلمة” الأمير سلمان بن عبدالعزيز على الزميل صالح الشيحي تكريم له، كما أشار هو لاحقاً، وهو تكريم لجهود الكُتّاب، يجب أن يواجه بما يستحق عملاً بالمتوقع من إكرام الكريم، إنها رسالة تقول: “هناك من ينصت بأناة وحلم وحب لكل حرف من مقالاتكم”، ولو كنت في موقع الزميل لشكرت أطباء الزلفي وطالبت، أو “انتخيت”، الأطباء من طريف ورفحا وحفر الباطن وعرعر أن يحذوا حذوهم، أو في أقل الأحوال أشكر أطباء الزلفي وأدعوهم إلى زيارة مناطق أخرى.
وبصراحة مثل ما أن هناك طرحاً ذاتياً من بعض الكُتَّاب يدور دائماً حول ذواتهم، هناك أيضاً طرح “مناطقي” لدى البعض لمستُه ولمسه كثير من المتابعين، لعل في كلمة الأمير سلمان درساً، لكن من المهم أن نلاحظ نهج هذا الرجل، فعلى مدار الأسابيع الماضية تابعنا أكثر من تفاعل من إمارة منطقة الرياض مع كثير مما طرحته الصحف عن أحوال منطقة الرياض، لعل آخرها نفي شرطة الرياض أي بلاغ عن حالة القتل بسبب الأسهم التي نشرتها جريدة الرياض، وقبلها رد مفصل بالأسماء والوقائع من إمارة الرياض على تحقيق في الجريدة نفسها عن أحوال بعض المسجونين. جاء الإيضاح بعد أيام قلائل من نشر الموضوع، ومثل هذا الرد بما احتواه من  تفاصيل يستلزم جهداً في استخراج المعلومات والمتابعة، هنا أقول: أين بقية المسؤولين عن نهج سلمان بن عبدالعزيز؟ أين هم عن هذا الحرص في الدقة والمتابعة والتوضيح والاهتمام بما يُنشَر؟ لماذا لا نتعلم من أمير منطقة الرياض؟ فهل مسؤولياتهم أكبر من مسؤوليات أمير منطقة بحجم منطقة الرياض؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.