أصرّ مدير مرور منطقة الرياض العقيد عبدالرحمن المقبل، على أن أرى “بأمّ عيني” سيارات المرور السري. الإصرار جاء بأدب جمّ معروف عن العقيد عبدالرحمن، وسببه ما جاء في مقالي “السلامة مع الكرامة”، إذ أشرت إلى سيارات المرور السري المدنية، واحتمالات خطورة استخدامها في حجز المخالفين، وهكذا كان، وسعدت بلقاء رجلين كريمين من رجال المرور السري. ولأنهما من “السري” لن أذكر اسميهما، فقد شاهدت شرحاً عملياً على دورية المرور السري المتميزة بأنوارها التحذيرية الخاصة، إضافة إلى أن من يقودها هو رجل مرور باللباس العسكري، اسمه مطبوع على صدره، إضافة إلى أن رجل المرور السري مكلف إبراز بطاقته العسكرية للمخالف عند استيقافه.
والحقيقة أن نفسي أطمأنت، بل إن رجلي المرور السري أوضحا لي أسلوب تعاملهما مع المشتبه بمخالفته، فهما يترجلان من الدورية ويبرزان البطاقة، ثم يخبران السائق بملاحظاتهما على قيادته المركبة، والإنسان لا يريد سوى التعامل الكريم. بمثل هذا التعامل سيصبح المخالف وغير المخالف جندياً متطوعاً في المرور، لذلك أطالب المدير العام للمرور ومدير مرور الرياض أن يستنسخا لنا هذه النماذج الطيبة، حتى تكون الغالبية من رجال المرور على هذا المستوى.
وفي تعليق مكتوب ذكر العقيد النجاح الذي حققه المرور في تخفيض أعداد المتوفين والمصابين بإصابات خطرة، وأرفق إحصائية من هيئة تطوير منطقة الرياض توضح انخفاضاً ملحوظاً في عدد الوفيات والمصابين، وقد أحلت الرد المفصل بما احتواه من جداول رقمية ورسوم بيانية إلى الصفحة المخصصة في جريدة “الحياة” حتى ينشر كاملاً.
وأودّ أن أشكر “أبا فهد” على سرعة الاهتمام والتجاوب، وأشدّ على يده وعلى أيدي زملائه، ومعي، من دون مبالغة، كل سائق حريص على سلامته وسلامة الآخرين، ومن واجب الكاتب أن يستمر في الإشارة إلى كل خلل يراه.
ومن واقع معايشة الكاتب للردود اتضح لي” نسبياً” أن المسؤولين في السلك العسكري، خصوصاً الأمن العام، هم الأكثر حضوراً في الاهتمام بما ينشر في الصحف، والحرص على توضيح وجهات نظر الأجهزة التي يمثلونها. وأستطيع القول إنهم تجاوزا في هذا المضمار كثيراً من المسؤولين المدنيين، ولا أنسى الحرص من إدارة العلاقات العامة في الأمن العام في منطقة مكة المكرمة، إذ سبق أن كتبت عن معاناة رجل من السلك العسكري مع الديون ومخاطر تشتت عائلته، ولم أذكر أنه من سلك آخر غير الأمن العام، فكان أن اتصلوا بالهاتف وعبر الرسائل الإلكترونية ليتأكدوا إذا ما كان من مسؤولياتهم مساعدته، فلهم الشكر والتقدير.
بقي اقتراح، وهو على بساطته أعتقد أن له تأثيراً كبيراً في صيغة التعامل بين رجل الأمن والآخرين، فتخيل معي أن رجل الأمن إذا استوقف أي شخص مهما كان موقعه أو عمره أو شكل سيارته، وناداه وخاطبه بـ “يا أستاذ” مثلاً أو أي شيء من هذا القبيل بدلاً من صيغ المناداة المتناثرة، فكيف سيكون عندها الأثر في التجاوب والتحمل وتقدير وضع رجل الأمن؟ ولنجعله خطوة في مشروع “لنحافظ على كرامة الإنسان”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط