“ما لك إلا… شعبولا”

أخالف الكثير من الجمهور العربي الذي ينظر إلى المطرب شعبان عبدالرحيم باستخفاف، فالحقيقة أنه في كل يوم أنظر إليه بإعجاب، وسبب الإعجاب هو أنه يضع لسانه! “لأنه مطرب” على الجرح، فلا يفوت فرصة موجة جديدة أو حدث مهم، أو حتى وباء، إلا ويسهم فيها بجهده الشعبي البسيط شكلاً، العميق مضموناً وتأثيراً. وهو على عكس بعض المسؤولين العرب الذين يبلعون ألسنتهم، فهو يظهر في الوقت المناسب ويقول الكلام المناسب، هو هنا يفضح حال التناقض في حقيقة المسؤولية.
الغالبية منا عرفت “شعبولا” بأغنيته الشهيرة “أنا بكره إسرائيل”، وهي عبّرت عن رأي العاطفة الجماعية بأسلوب بسيط، ونفّست إلى حين عن احتقان سببه شارون وعصابته. وإذا تغاضينا عن الشكل المبهرج الذي يحرص “شعبولا” على الظهور به في أغانيه ولقاءاته التلفزيونية من ملابس ملونة خاصة بسكان جزر الهاواي، وسلاسل وخواتم بفصوص ومن دون فصوص، وتجاوزنا أسلوبه في الكلام، وتأكيده أنه بسيط وغير متعلم… كل هذا لا يعني توقع أنه غير ذكي، أو أنه غير مفيد. ومع كثرة وسائل الإعلام واختلافها يبقى الشفهي من أهمها، فإذا كان بلحن راقص وكلمات معبرة عن الهموم للطبقات البسيطة فإن التأثير يصبح أكبر.
ما يلفت الانتباه في تجربة “شعبولا” هو حرصه على عدم تفويت أي فرصة للمشاركة العملية، وهنا أقرب مثال أغنيته الجديدة عن أنفلونزا الطيور، التي أزعم أنها سيكون لها أثر كبير في توعية المجتمع في مصر الشقيقة بوسائل الحدّ من انتشار هذا الوباء الذي حلّ ببلاد النيل. استمع إليه وهو يقول:
“خذ بالك من الفراخ
لو جالها في يوم زكام
وفضي العشة خالص
من البط ومن الحمام
لو عندك طير مريض
من فضلك سلمه
أو حطه في التراب
وافحط (يعني احفر) له واردمه”.
لذلك لم أستغرب أن يلجأ المتضررون من “تسونامي الأسهم السعودية” إلى “شعبولا” فيقدموا إليه في الرسائل والمنتديات الاقتراحات لينفس عنهم كربتهم التي طالت، فيضحكوا على جراحهم الغائرة، فاقترح أحدهم الآتي:
“حبطل التداول
خلاص حصير فقير
من آخر يوم يناير
 حنام عاالحصير”… إلخ.
لعل “شعبولا” يستمع إلى نداء إخوانه في السعودية، فيظهر في الوقت المناسب، فهو المطرب المناسب للمرارة المناسبة!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.