شر البلية

ظهرت مواهب السعوديين الساخرة وعجزت عن رصدها، أقترح على أحد شباب الجامعة في أقسام الإعلام والصحافة، أن يقوم بجمع النكات والتعليقات والقصائد التي انتشرت بسبب “نكسة” الأسهم، ولا أمانع في المساعدة، على أقل تقدير نحصل على  توثيق مختلف لهذه المرحلة الاقتصادية التي توقعت وما زلت أتوقع أن يكون لآثارها شأن خطير، دعونا نوثق لها من باب الطرافة وليس من باب الاستفادة!
ومن شر البلية المضحك، وصف أحد الإخوة المؤشر بأنه كنموذج “بياع الخبل عباته”، وقد أضحكني الرجل صاحب التعليق، ولشرح وضع “الخبل” وبيع العباة أو المشلح، لا بد من الإشارة إلى تغير الفصول المناخية اليومي في بلد صحراوي، فيعتقد البعض أن الشتاء انتهى بسبب ارتفاع حرارة الشمس ظهراً، فالخبل منهم غير المجرب يتوقع أنه لم تعد هناك حاجة للعباءة فيبيعها، وفي سوق الأسهم باع، بل فقد، بعض الناس ما هو أهم من العباءة… إنها الثقة… هل هناك ما هو أهم من الثقة؟ والمؤشر كون كثيراً من النماذج، منها نموذج المواطن المقهور، والرجل العاجز، والبيت المحطم، وأكبر نموذج هو البنك المتخم، وكلها نماذج لن تكون مادة للبحث ولا للدراسة، فهي ليست ظاهرة… للعيان؟! وصاحب التعليق يريد من الناس ألا يبيعوا أسهمهم بهذه الأسعار البخسة، لكن المتابعين يرون أنهم من جرف إلى “دحديرة”، والذين لم يسمعوا الكلام وباعوا، نجوا، أما من بقي وأنصت وصدق الحث على الدخول والترويج، فقد هلك مثل سعيد فيما نجا سعد.
ومن أطرف التعليقات أن السوق لا يمكن أن ترتد، المقصود إلى أعلى لأنه في أسفل سافلين، فهو لو ارتد ربما يقام عليه… الحد!
وآخر ما قرأت من الأقوال الساخرة، مطالبة تأتي بعدما تم السماح للمقيمين بدخول السوق من دون تأثير يذكر، يطالب صاحب التعليق بالنظر في السماح بدخول الحجاج والمعتمرين!
هذه الطرائف المرة أسوقها من باب شر البلية، يحدث هذا في أكبر دولة نفطية، وأسعار البترول في ارتفاع، حيث أصبح المواطن يشعر أنه جدار “طامن”، والطامن ما انخفض ارتفاع هامته، وليست له علاقة بالطمأنينة البتة، فماذا تتوقعون من جدار بهذا الوضع، ولك عزيزي القارئ أن تتوقع أي نموذج سيتكون من “الطمونية”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.