مطاعم وأمانة

قرأت تقريراً لأمانة العاصمة في جريدة “الرياض”، عن حملة لمسح 50 ألف منشأة غذائية في الرياض، للتأكد من اتباعها الشروط الصحية، وقال التقرير إن الأمانة تتوعد المخالفين، وإنها جندت 100 مراقب صحي للعمل طوال الأسبوع، مع اهتمام خاص بالفترة المسائية، وفي التقرير المطول استعراض لأهداف المسح، وهي باختصار تتناول خضوع العاملين في المطاعم والمحال، بما فيها “الشهيرة”! ومواقعها والمواد الغذائية المستخدمة أو المعروضة، للشروط الصحية متضمنة وسائل نقل وحفظ المواد الغذائية، ويظهر أنها حملة استباقية لفصل الصيف، الذي تكثر فيه حوادث التسمم، وهذا أمر محمود ويجدر التنويه به.
ومن الملاحظات المهمة، أنه لم يأت أي ذكر للأسعار! ولا شك في أن مثل هذه الحملة الضرورية مطلوبة على مدار العام، صحيح أن كثيراً من القضايا تتدثر بالبطانيات في فصل الشتاء، ولكن ليتها (الحملة) بدأت  إلى أن تنتصف ثم يعلن عنها، وفي التقرير كلام عن تطبيق مخالفات وغرامات، لم تذكر، ولا ذكر من طبقت عليه!
أعود للأسعار في المطاعم والبوفيهات، رفعت بعض المطاعم أسعارها، أحدها متعدد الفروع رفع سعر “ساندويتش الشاورما” أكثر من ثلاثين في المئة، فأصبح بأربعة ريالات، ووجبات أخرى يقدمها أيضاً ذلك المطعم.
 “الشاورما” في الغالب “تعيش” على لحوم الدجاج، وأنفلونزا الطيور خفضت الطلب على هذه اللحوم، كان واقع الاقتصاد الحر يحتم خفض السعر! لكنه ليس اقتصاد السوق بل اقتصاد “السائب”، حتى لا أقول السلب، ومنذ فترة وكثير من المطاعم تضع النسبة التي تريد ادارتها “رسوم خدمة”، وبحسب المزاج، بعضهم يضعها خمسة في المئة لتصل عند آخرين إلى عشرين في المئة! وبحسب حجم الفاتورة، وأصبحت علبة المشروبات الغازية والمياه المعبأة هي المقياس للأسعار لدى المستهلكين، علبة المشروبات الغازية تباع في بعض المطاعم “من دون طبخ أو إضافة توابل”! بسعر يفوق سعرها بـ600 في المئة، ثم انظر إلى مطاعم الوجبات الشعبية وحقيقة اللحوم أو التيوس المحلية!
قد لا يشكل فرق الريال والعشرة ريالات هماً لدى البعض، لعل هؤلاء يتذكرون أن للمطاعم والبوفيهات زبائن دائمين، خصوصاً إذا ما عرفنا أعداد المغتربين والشباب والطلاب في مدينة مثل الرياض، مع دخل محدود ومكافأة متأخرة، وهم بعيدون من منازلهم، أقول هذا رداً على من سيقول: “لا تأكل في مطعم”.
فللإخوة في الأمانة نداء: ضعوا مراقبة الأسعار ضمن الحملة، أو أخبرونا إذا لم تكن من مسؤولياتكم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.