رسالة يعبر كاتبها عن حرصه على متابعة هذه الزاوية، لكنه يجد أنني ركزت أخيراً على قضية انهيار سوق الأسهم وهو يريد قراءة قضايا أخرى، وأحترم وجهة نظر القارئ الكريم، ولم يأتِ التركيز على موضوع انهيار السوق إلا من كثرة أعداد المتضررين، ولعل الإخوة القرّاء ممن تعرفنا بعضنا ببعض في “الحياة”، لا يعلمون أن الموقع أدناه كتب منذ زمن بعيد مراراً وتكراراً عن قضايا الاقتصاد وسوق المال، إضافة إلى قضايا أخرى مهمة، فقد كنت من أوائل من كتب عن ارتفاع علاوة الإصدار في الاكتتابات والإثراء الفاحش على حساب عامة المواطنين، وحرصت على إيضاح الظلم والضرر الفادح من طرح 30 في المئة فقط من رأسمال الشركة والاحتفاظ بالنسبة الباقية، وسبب الاستمرار أن البلاء عمّ الملايين وأن التحرك الرسمي بطيء وغير مقنع بل إن لديه قناعات عجيبة مخفية يحاول فرضها بالصمت عنها!
في مقابل هذه الرسالة هناك رسائل عدة واتصالات لها رأي مخالف، والكاتب يحاول أن يسدّد ويقارب.
حسناً… ما علاقة الاستنساخ بهذا الأمر؟ الرسالة استدعت إلى ذاكرتي أيام صدور قرار إنشاء هيئة سوق المال، ففي تلك الأيام كتبت مقالاً عن الموضوع وحذرت فيه بصراحة لا أحسد عليها! من استنساخ هيئة سوق المال الجديدة من مؤسسة النقد (ساما). تحذيري أو مطالبتي تلك، سمّها ما شئت، لم ينصت إليها أحد، فتمّ استنساخ الهيئة واستيلادها بعملية استغرقت بالبطء المعهود قرابة عام كامل من مؤسسة النقد، وها هي المولودة في عامها الثاني ما زالت تصرّ هي ومحاموها من بعض المحللين وبعض الموظفين وبعض المقدمين طلبات تراخيص الاستشارة والوساطة! على التعذر لها! بأنها ما زالت في المهاد.
مشكلة الاستنساخ أن الجينات الوراثية تحمل الصفات نفسها، لذلك خرج المولود بالعلل نفسها التي تعاني منها والدته الموقرة، الصمت والبطء ومحاباة البنوك وعدم الاهتمام بمصالح عامة المواطنين، وهذا غيض من فيض، يضاف إليه توظيف و “استئناس” بعض الإعلاميين، على حساب الشفافية، لأن بعضهم يحفظون الواجب “صمّ”، فحكمتهم في الحياة “اتصل نصل”، والبث أو النشر بحسب الطلب، فغاب وصول المعلومة الدقيقة الوقتية عنا بسبب الوصولية!
هذه المرة أطالب، وأرجو أن يحظى طلبي بالموافقة والاهتمام، أطالب باستنساخ مدير تعليم منطقة الجوف الأستاذ عبدالحكيم الصالح الذي استشعر المسؤولية وقدم استقالته بسبب حادثة عرضية أو طولية! السبب أن هذه الشريحة في مجتمعنا انقرضت أو توشك، ومن غير الإيجابي لصورة جهازنا البيروقراطي المعطاء، في مشارق الأرض ومغاربها، أن لا يذكر من سلكه المتين سوى رجل واحد قدم استقالته.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط