من بيان المجلس

“وبناءً على التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين، استعرض “المجلس” وبصورة شاملة، مؤشرات أداء الاقتصاد الوطني والتطورات التي شهدتها سوق الأسهم. وقد انتهى المجلس إلى توجيه الجهات المعنية باتخاذ كل الخطوات والإجراءات المؤدية إلى انتظام السوق وحسن أدائها، والتعامل مع العوامل المؤثرة فيها كافة. كما أكد المجلس المضي قدماً في سياسة الدولة الرامية إلى توسيع فرص الاستثمار، ومضاعفة الجهود لمراقبة التداول بدقة، وعدم التهاون في تطبيق النظام، والتوسع في نشر المعلومات الدقيقة عن الشركات المساهمة، وأن يتم ذلك على وجه السرعة، مع الاستعانة بكل الكفاءات المتميزة من داخل المملكة وخارجها”.
هذا هو نص ما جاء في بيان مجلس الوزراء في جلسة الاثنين الماضي، عن كارثة سوق الأسهم المستمرة منذ شهرين.
كان البيان إلى العموميات اقرب، هكذا قال البعض، وقلت بعد تفكير إنه من الطبيعي ألا يتدخل مجلس الوزراء في التفاصيل، لأن هناك “جهات معنية”، وهي هنا وزارة الاقتصاد والتخطيط، ووزارة المال، ومؤسسة النقد، وهيئة سوق المال، وأيضاً أمانة مجلس الاقتصاد الأعلى. وفي تداولات الخميس الماضي، وتحديداً في آخر دقائقها، عودة إلى نقطة الصفر، هزة بمعدل عشر درجات بمقياس “تايسي” أو “تداول”! مرة إلى فوق ثم إلى تحت، “رجفة معتبرة”، أعتقد أن المستثمرين، خصوصاً الصغار منهم، في حاجة إلى الخبرات اليابانية في مواجهة الزلازل.
أعود إلى بيان مجلس الوزراء، وهنا لا بد من الإشادة باهتمام خادم الحرمين الشريفين المستمر بأوضاع سوق الأسهم، وهو ما يطرح سؤالاً: “ما الجهة التي تماطل في تطبيق توجيهات الملك – حفظه الله وأيده بتوفيقه – أو تضعها في غير موضعها، مثلما حصل في سيناريو السماح لغير السعوديين؟ وهل من المعقول أن يُشغل قائد البلاد على رغم المهام الجسيمة التي يحملها والتطلعات التي ينشدها، بأزمة سوق الأسهم؟”.
أرفع يدي إلى المولى عز وجل، داعياً أن يوفق أبا متعب لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، ويحفظه لنا جميعاً.
ومن بيان المجلس نستنتج أن هناك ملاحظة مهمة على خبرات هيئة سوق المال، وهو أمر كتبت عنه كثيراً، تارة بالتلميح وتارات بالتصريح، وأعتقد أن هناك خبرات حقيقية محلية موجودة خارج “الهيئة” لديها القدرات المطلوبة، فلماذا لا يستفاد من هذه الكفاءات والخبرات؟
وقبل أن أختم أطرح سؤالاً بريئاً عن الخبرات الحالية المتوافرة التي تشرف على السوق، فلقد أتخمنا بالحديث عن مكررات الأرباح المرتفعة من هيئة سوق المال، والمحامين المتطوعين لها… حسناً، لماذا تطرحون في هذا الوقت بالذات شركات جديدة بمكررات أرباح تتجاوز ثلاثة أضعاف ما هو في السوق؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.