“ترهيم”

“ترهيم” كلمة تعني التطوير أو التلفيق! اختر ما شئت وهو مصطلح شعبي يستخدم لوصف الإضافات التي تتم على السيارات، مثل تغيير  الإطارات والجنوط، والأنوار الخلفية والأمامية وبعض الإكسسوارات، وعالم الجنوط عالم فريد، والجنط هو العجلة الحديد التي يتم تركيب الإطار المطاطي للسيارة حولها، لست أعرف اسماً آخر له، لكني أتذكر أنه كان شتيمة في السابق، فإذا أراد أحدهم التقليل من شأن الآخر قال له “رح يا جنط”! لكن الجنوط أصبحت لها “شنة ورنة”، وصلت أسعار بعض منها إلى عشرات الآلاف من الريالات، فربما إذا قال أحدهم للآخر “يا جنط”! قد يفكر قليلاً… أي نوع يقصد؟ والواقع يقول إن بعض تصميمات هذه الجنوط لافت، هناك نوع يمشي والسيارة واقفة!.. وكلها تلمع، إلا أن ما أستغربه هو كيف يتمتع بها صاحبها وهو لا يراها! لذلك يقترح على المولعين بالجنوط أن يتركوا سياراتهم ليقودها السائق ويلاحقونها بسيارة أخرى، فتحل البهجة في نفوسهم، قد تكون فكرة قديمة تم اكتشافها، وهي سبب السرعة الزائدة والمطاردات التي نراها في شوارعنا!
وللترهيم جوانب تدخل في اللعب على المستهلك، ونحن نعلم أن هذا العبد الفقير إلى ربه، المستهلك، ملعوب عليه منذ زمن طويل، بل إنه كرة يتم تقاذفها بين كثير من التجار والجهات الحكومية، والوعود بحمايته مثل بيض “الصعو”، والصعو طائر صغير جداً لا تراه بسهولة، فكيف يمكن لك أن ترى بيضة له؟
ومن أمثال اللعب على المكشوف أن المستهلك يشتري سيارة يابانية ويكتشف أن جنوطها صينية المنشأ والتصنيع! ويضاف إلى ذلك بعض الإضافات الجمالية على مقدمة السيارة وخلفيتها، تحت بند يسمى “المطور”، وهي إضافات محلية. يروي لي أحد المولعين بتلك السيارات كيف تتفكك بعضها ثم تتناثر لوحدها، مثل أفلام الكرتون، عند أول “تطعيس” محترم على الكثبان الرملية.
أول ما سمعت هذا المصطلح “الترهيم”، فكرت بالمرهم، وتوقعت أنه وصف للشحوم التي يضعها المسافرون على الطرق الطويلة لحماية  ما يلمع في مقدمة السيارة من أثر نحت حبات الرمال المتطايرة، ثم اكتشفت أنني أمام “بزنس” كبير يطاول معظم أجزاء السيارة، والذي فك الشفرة وشرح لي الأمر خبير شعبي، لديه محل للجنوط والإطارات، ومعظم زبائنه من صغار الشبان، ووجدت لديه أكواماً من الجنوط المستغنى عنها من تلك الكالحة اللون” شد بلاده”، إذ تستبدل باللامع المرتفع الثمن، ثم اكتشفت غير بعيد من محله حراجاً لبيع الإطارات القديمة تؤمه العمالة، يبدأ هذا الحراج بعد صلاة المغرب، عندما تكون فرق المراقبة خارج الدوام، ويعلم الجميع خطورة استخدام الإطارات القديمة وعدم نظامية بيعها، وللمصلحة العامة ولمن يهمه الأمر، فإن الموقع هو شارع ثابت بن النعمان في حي العمل في الرياض… لكن بعد صلاة المغرب، وتفضل أيام نهاية الأسبوع!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.