بعد حصول “شبكة راديو وتلفزيون العرب” على حقوق بث نهائيات كأس العالم انتشرت كثير من الانتقادات للشبكة، تراوحت بين الاتهام بالاحتكار وغلاء الأسعار، خصوصاً الأسعار في السعودية. وقتها وصلتني رسائل تشكو وتندد… وتنكت، بعضها نكت لذيذة. المشكلة أني نسيتها، وكنت أستغرب كيف ينتقد من اشترى ولا ينتقد من باع! فهذه سلعة معروضة وانتهزتها الشبكة، فأصابت بانتهازها عصافير كثيرة، أقلها الاستحواذ على “كعكتها”، وحرمان جميع منافسيها من الفضائيات، فأصبحوا تحت رحمتها، وأصبحنا نرى تغطيات كسيحة على الفضائيات، مسنودة إما بمشاهد للتدريبات أو صور ثابتة، بل إن واحدة من الفضائيات تقوم بتغطية كأس العالم من ساحة في العاصمة العربية التي تبث منها، بأسلوب “مين برأيك سيفوز؟”.
الذي يعرض للبيع حقوق احتكار تصفيات أو غيرها هو المسؤول الأول عن الحفاظ على حقوق المشاهدين الجمهور، سواء أكان اتحاداً عالمياً أم محلياً، والحقوق هذه لا تنحصر في معقولية الأسعار فقط، بل في الخدمة الجيدة واستمرارها، لأن خدمة ما بعد البيع هي أول مشكلة تواجه المشاهد العربي، والسعودي، خصوصاً. العميل تنتهي قيمته بعد شرائه الخدمة. الفضائيات مثلها مثل بقية الشركات، ومعظم الشكاوى تأتي من انقطاع البث، واضطرار العميل سابقاً إلى الاتصال بموظفين “مش فاضين” والتسول.
الواجب على اتحادات الكرة المحلية أن تحافظ على حقوق المشاهدين سواء في مواجهة “الفيفا” أم في مواجهة الفضائيات المحتكرة، ويفترض أن تعطى بنود حفظ حقوق المشاهدين، وتيسير حصولهم على الخدمة بسعر معقول مناسب. الأولوية في الاتفاقات، ولا ننسى أن الفضائيات تتعامل مع البث بعقلية التاجر، فلا بد لها من مراقبة ومحاسبة.
وأعلنت “شبكة راديو وتلفزيون العرب” قبل الافتتاح أنها حصلت على نحو مليوني مشترك ولهذا قامت بإعلان نياتها لبث بعض فعاليات قليلة على قناة “عين” المفتوحة، وكان الأجدى أن تخفض الشبكة الأسعار وتجتهد في تحسين الخدمة، وليتذكر رجال الأعمال لدينا، وكثير منهم ممن يملكون شركات لا تعد ولا تحصى، سواء أكانت فضائية أم ما يسمى مصرفية إسلامية، وحسابات هنا وهناك، ليتذكروا رجال أعمال من “النصارى” الذين شيدوا شركات عالمية ضخمة من الصفر، من دون حاجة إلى مغازلة عواطف البشر، لا الدينية منها ولا المعيشية، ومع ذلك يتبرعون للأعمال الخيرية بنصف ما يملكون أو أكثر، والناس لا يريدون من “جماعة الربع” التبرع بنصف ما يملكون ولا بربعه، كل ما يريده الناس فقط هو عدم الجشع والاستغلال، إنهم يمقتون “حكم القوي على الضعيف” فقط لا غير.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط