كأني بوزير العمل الدكتور غازي القصيبي في وضع لا يحسد عليه، أقصد في قضية “السعودة”. القطاع الخاص كشر عن أنيابه، ولمعت أطرافها الحادة في قضية تشغيل النساء في محال بيع مستلزماتهن، فتم استخدام كل الأسلحة الإعلامية، ولم يتجاوب القطاع الخاص، في غالبيته سوى مع “موارد” صندوق تنمية الموارد البشرية، وكأن وزير العمل ينتظرها من الغرب فجاءته من الشرق. هناك قطاعات حكومية تسير وفق الاتجاه نفسه، مصداقاً لما كتبته، قبل فترة، متسائلاً: هل الأجهزة الحكومية جزر متباعدة ليس بينها تنسيق وخطة استراتيجية واحدة؟
بداية أقترح على وزير العمل الاستنجاد بوزارة الشؤون الإسلامية، وتكوين فرق من “الرُّقاة” الشرعيين المعروفين بالعلم والصبر، لتقوم هذه الفرق بجولات وتعالج بالرقية الشرعية الأجهزة الحكومية. لدي وسواس يقول إن بعض هذه الأجهزة “مسكونة”، ولست أعلم نوع الجان، هل هو ترابي أم هوائي؟ أزرق أم أحمر؟ ربما يكون جان “نيو… لوك”! وإذا طردت هذا الوسواس بقراءة المعوذات، أصل إلى نتيجة أن الأجهزة الحكومية، في أضعف الأحوال، مصابة بعين حاسد شاهد ضخامة المباني ولمعان الأرضيات فلم يذكر اسم الله، وقال “هب عليهم”!، فأصابت أجهزتنا الحكومية “عين حارة”. وإذا قال بعضكم إن العين لا تصيب سوى الأفراد، ومن واقع الوضع…، أتوقع أنه “معمول لها عمل”، وبحكم أن وزارة العمل مسؤولة عن “العمل” فلا بد أن تجتهد وتنتدب فرق الرقاة الشرعيين ليقرأوا عليه ما شاء الله ويفكوه، وبفكه ربما تتفكك كثير من العقد.
إذا وافق وزير العمل على اقتراحي بتكوين فرق الرقاة الشرعيين، أنصح بأن تبدأ بوزارة الصحة. قبل أيام نشر إعلان باللغة الانكليزية في صحيفة سعودية دولية، تعلن فيه وزارة الصحة، ممثلة في مدينة الملك فهد الطبية، عن وظائف شاغرة، الإعلان “عيني عينك” اشترط أن يكون المتقدم من جنسية عربية محددة، غير سعودية طبعاً. ألا توافقونني الرأي أن الأمر فيه “سكن”!
ثم نشرت جريدة “الاقتصادية” خبراً قالت فيه إن وزارة الصحة توظف إريتريين ويمنيين في وظائف حملة “حمّى الضنك”. وتذكرت تصريحاً لمدير الشؤون الصحية في مكة المكرمة، قال فيه إنهم سيوظفون لهذه الحملة 200 من الشباب السعودي! بعد بحث حصلت على قائمة هؤلاء الموظفين، والتي أرسلها مشرف حملة “التوعية من منزل إلى منزل” لمرجعه، فوجدت 34 سعودياً وسعودية و55 في عين الحسود من غير السعوديين! هؤلاء سيطرقون الأبواب عليكم!
استخدم الطلبة للزينة في التصريحات ولم يحصلوا على الوظائف… هذا ليس جديداً، لكن ألا تتفقون معي أن بعض أجهزتنا عمل لها عمل “أزرق ومنيل بستة وستين نيلة”؟ المشكلة يا وزير العمل أن “العمل” إذا تأخر علاجه، كما يقولون، يزداد تعقيداً، ويتم تجديد… عقده! فهل نبدأ بحملة النفث… أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط